لقد أظهرت نتائج عمليات سبر الآراء الأخيرة مدعومة بنتيجة الانتخابات البلدية في سوق الجديد اليوم بكون الوضع الحزبي المتأزم بل المتعفن أصلا قد تسبب في فقدان كل الأحزاب لثقة المواطن و حول الساحة السياسية إلى فوضى عارمة لم تعد فيها أحزاب كبيرة و أحزاب صغيرة و إنتهت فيها أيضا غلبة الأحزاب على المترشحين المستقلين . لقد تحطمت في تونس كل المعادلات العلمية و السياسية ولم يعد هناك منطق أو منهج يمكن أن نؤسس عليه بناء مستقبل للأجيال الحالية و القادمة، فبدون أحزاب كبرى قوية يستحيل ضمان الإستقرار لهذا البلد المنكوب إذ أصبح بإمكان أي كان أن يفوز بأي منصب كان مهما بلغت خطورته و أهميته ولو كان منصب رئاسة الجمهورية أصلا. وهذا ما يفسر صعود ظواهر غريبة و خطيرة مثل نبيل القروي و قيس سعيد و ألفة تراس و غيرهم بما يشكل أكبر تهديد يمكن أن يفتك بنا و بالوطن .