” العلم يرفع بيوت لا عماد له و الجهل يهدم بيت العز و الشرف ” بهذه اللافتة المعبرة و بكلمات ترحيبية راقية للأستاذ رياض مزيد رئيس المكتب الجهوي للمنظمة التونسية للتربية والأسرة بصفاقس تمّ افتتاح الندوة العلمية التي نظمها المكتب الجهوي للمنظمة بصفاقس يوم الاحد 30 جوان 2019 تحت عنوان ” تطبيقات في البيوتكنولوجيا” و التي قدم خلالها الاستاذ الدكتور الشاذلي العبدلي محاضرة غاية في الأهمية و الدقة ابرز خلالها ما يمكن للبيوتكنولوجيا أن تحققه من منافع متنوعة خاصة إذا ما توفرت الإرادة من مختلف الأطراف و اعتبارا لما تكتنزه بلادنا من خيرات و ما يتوفر لها من ظروف طبيعية قلّ و ندر أن تتوفر لدول أخرى. الأستاذ الدكتور الشاذلي العبدلي أرفق محاضرته بنماذج من الواقع خاصة لدول متقدمة فتعرّض على سبيل المثال للنموذج الياباني في مجال زراعة الزيتون فعلى الرغم من أنّ غراسة الزيتون في هذا البلد تعدّ نادرة لعوامل طبيعية إلا أن اليابان راهن على غراسة الزيتون باستعمال تقنية بيوتكنولوجية و قد مكّنه ذلك من تحقيق نجاحات هامة تمثلت خاصة في تعدّد توظيف مختلف مكونات شجرة الزيتون في عدة مجالات منها الطبي و الغذائي و الصحي كمقاومة الأمراض السرطانية و أمراض السكري و ضغط الدم و السمنة و تحضير مواد التجميل و إعداد نوع رفيع من الشاي كما يقدم كأعلاف للماشية وهو ما ساهم في إنتاج لحوم ذات جودة غذائية عالية جدا بأسعار مرتفعة إذ ناهز ثمن الكيلوغرام من اللحم 300 اورو. وفي المقابل فان البلاد التونسية و رغم ما تتميز به من ظروف طبيعية ملائمة جدا ( التنوع المناخي , وفرة الأراضي الصالحة للزراعة , خصوبة التربة , معطى تضاريسي غير معرقل…) فان القطاع الفلاحي يعاني من عدة صعوبات لذلك يعتبر تطوير القطاع البيوتكنولوجي من بين الحلول المساعدة على تجاوز هذه الصعوبات نظرا لما يوفره من منافع متنوعة اقتصادية و اجتماعية و بيئية و صحية و يدعم الأمن الغذائي و يحدّ من التبعية المفرطة و المتزايدة و المشروطة للخارج. محتوى المحاضرة أثار تفاعل كبير من الحضور و عدّة تساؤلات حول أسباب التأخر في هذا لمجال و الإجماع حول ضرورة تطوير هذا القطاع الذي يمكننا من استغلال نسب عالية من الأراضي المهملة خاصة بالمناطق الداخلية و ذلك بخلق مشاريع تنموية تساهم في تثبيت السكان و خلق مواطن شغل بهذه المناطق مما يساهم في الحدّ من عدة ظواهر سلبية أهمها الهجرة الداخلية و بذلك تحقيق توازن بين الأقاليم و الحدّ من ظاهرة السوحلة ( اقتصاديا و سكانيا ) و بالتالي دعم التنمية المستدامة وهو ما يدعم الإحساس بالمواطنة و الانتماء الاجتماعي و دحض كل المخاطر التي تهدّد مجتمعنا. فكلّ الشكر للمكتب الجهوي للتربية و الأسرة بصفاقس الذي أطاح لنا فرصة الاطلاع على منافع القطاع البيوتكنولوجي من خلال المحاضرة الذي قدمها الأستاذ الدكتور الشاذلي العبدلي فهل لصناع القرار في تونس آذان صاغية و إرادة صادقة لرفع التحديات من خلال الاستفادة من رجالات علم و معرفة من ابناء هذا الوطن العزيز؟