كشف مركز تونس لحرية الصحافة، في تقرير له صدر، الثلاثاء، عن ارتفاع حدة وعدد الانتهاكات على الصحافيين التونسيين خلال شهر يوليو/تموز الماضي، شملت كافة قطاعات العمل الإعلامي المرئية والمسموعة والمكتوبة والإلكترونية، فيما وصل بعضها إلى حد التهديد بالتصفية الجسدية. وأكد المركز أن شهر يوليو سجل "أعلى عدد من الاعتداءات على الإعلاميين طيلة ال10 أشهر الأخيرة، حيث بلغ عددها 40 اعتداء على العاملين في المجال الإعلامي، تضرّر منها 64 شخصا". وأضاف التقرير أن الانتهاكات طالت 14 امرأة و50 رجلاً يشتغلون في ثماني محطات تلفزيونية وسبع إذاعات وتسع صحف وستة مواقع إلكترونّة ومجلة وحيدة، كما مسّ الانتهاك صحافيين مستقلين اثنين. وتفصيلاً للانتهاكات الواقعة على الصحافيين التونسيين قال المركز في تقريره: "عرف هذا الشهر حصول 12 حالة اعتداء جسدي، عشر حالات منع من العمل، وخمس حالات اعتداء لفظي، وخمس مضايقات، وتهديدان اثنان بالقتل، وحالة احتجاز أمني، وحالة محاكمة، وحالة تهديد باللجوء إلى القضاء، وحالة حجب، وحالة محو لمادة صحافية، وحالة قرصنة". وأشار التقرير إلى أن بعض الانتهاكات وصلت حد التهديد بالقتل، وطالت كلاً من جمال العرفاوي من جريدة "الصحافة"، وفوزي العربي السنوسي من جريدة "ضد السلطة". ولفت إلى أن الجهات المسؤولة عن هذه الانتهاكات متنوعة ومختلفة الاتجاهات، حيث تصدر الأمنيون قائمة المعتدين على الإعلاميين، حسب التقرير، ب18 حالة اعتداء، ويتلوهم أنصار حكومة النهضة ب9 حالات، وأنصار المعارضة بست حالات. وكانت وحدة رصد وتوثيق الانتهاكات بالمركز، قد كشفت في الأيام التي أعقبت اغتيال المعارض محمد البراهمي "عدم استعداد قوات الأمن للتعامل مع التغطيات الإعلامية للتظاهرات الشعبية رغم التوصيات التي وصلت وزارة الداخلية على إثر حدوث تجاوزات في حق الإعلاميين أثناء فك تحركات جماهيرية على إثر اغتيال شكري بلعيد، مما يثير مخاوف من صدور تعليمات عليا بقمع الإعلاميين"، على حد قوله. وأكد المركز في ختام تقريره أن "الأحداث الأخيرة التي تعيشها البلاد كشفت عن قصور حكومي وحزبي في التعاطي مع الإعلام كقطاع يسهر على تغطية الأحداث دون أن يكون طرفاً فيها، وقد طالت اعتداءات كثيرة عدداً كبيراً من الإعلاميين لمجرد قرب الخط التحريري لمؤسساتهم من أحزاب الترويكا أو المعارضة"، على حد تعبيره. وكانت نقابة الصحافيين التونسيين قد هددت في وقت سابق باللجوء إلى الإضراب العام، وذلك بعد تنامي أعمال العنف والاعتداءات على الصحافيين، داعية إلى ضرورة أن تقوم السلطات بدورها في حماية الصحافي.