بقرار من مجلس الهيئة الوطنية للمحامين يخوض محامو تونس يوما للغضب.. لماذا يغضب المحامون؟؟ المسألة بسيطة ولكنها خطيرة أيضا. . هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي منذ حوالي السنة وبعد اكتشافها للوثائق مهمة وخطيرة في ملف المدعو مصطفى خضر تتقدم بشكايات إلى النيابة العمومية .. النيابة العمومية ممثلة في شخص السيد البشير العكرمي وكيل الجمهورية بتونس 1 و قاضي التحقيق 13 سابقا المتعهد بملف اغتيال الشهيد شكري بلعيد والذي وضع كل ما استطاع من العراقيل لحجب الحقيقة والمشترى به من هيئة الدفاع .. هذا الشخص بصفته الجديدة يواصل مهمته في طمس الحقيقة ووضع كل الحواجز الممكنة وغير الممكنة أمام فتح تحقيق جدي في قضية الجهاز السري لحركة النهضة .. يستعمل كل الحيل القانونية وغير القانونية لمنع فتح تحقيق فلا يحفظ الملف ولا يحيل إلى التحقيق أعمال ووقائع تشكل جناية. .بل أكثر من هذا يسطو على صلاحيات التحقيق ويتولى توجيه والتحكم في أعمال البحث الأولي الذي قام بتوزيعه بين فرقة العوينة وفرقة القرجاني لتفكيك البحث وتشتيت جهود هيئة الدفاع..في الوقت الذي يفرض عليه القانون وخاصة في ما يتعلق بالجنايات أن يتولى تمهيد أحد قضاة التحقيق بالملف.. أمان هذا الإصرار على شل كل محاولة لفتح بحث جدي توجه عدد من أعضاء هيئة الدفاع إلى مكتبه يوم 19 سبتمبر لمطالبته بالبت في الشكايات ..فما كان منه إلا الهروب الى مكتب أحد مساعديه وطلب تدخل قوات الأمن لتفريغ المحكمة من المتقاضين وتعطيل عمل الجلسات وإخراج المحامين بالقوة .. جمعية القضاة ثم بقية جمعياتهم تقرر الإضراب عن العمل لمدة عشرة أيام يتم خلالها شل كل خدمات المرفق القضائي. .. المحامون غاضبون غدا لأن الشركاء في تسيير المرفق القضائي لا يكون التعامل معهم بالعنف البوليسي وبقرار قضائي. . المحامون غاضبون لأنهم الأحرص على تحقيق شعار القضاء المستقل والناجز الذي لا يخضع لتوجيهات وضغوط طرف سياسي اختار أن يهدد الحياة الديمقراطية وينشأ له جهازا سريا قد يكون له دور ما في اغتيال الشهيدين.. المحامون غاضبون لأنهم كانوا يتوقعون أن يكون إلى جانبهم اغلب القضاة في معركة الدفاع عن الحقيقة وتطبيق القانون وخاصة تطبيق مجلة الإجراءات الجزائية. .. المحامون غاضبون لأن معركة حقيقة اغتيال الشهيدين والكشف عن حقيقة الجهاز السري ليست معركة هيئة الدفاع فقط بل هي معركة كل التونسيين المناضلين من أجل تونس الديمقراطية .. من أجل تونس الأخرى الممكنة التي تتعايش سلميا بين كل مكوناتها وعائلاتها السياسية التي تؤمن بالعمل السلمي. لكل ذلك يغضب المحامون غدا ..