صفاقس المأساة او مآسي صفاقس العديدة التي عجزنا عن تقديرها وإحصاءها لأنها تتجاوز الخيال والفهم وتبقى وصمة عار في وجه عاصمة الجنوب ولعلّ الماساة الكبرى والتي تمسّ المواطن في صفاقس وفي بقيّة الجنوب التّونسي تتمثّل في المستشفيين الجامعيين الحبيب بورقيبة والهادي شاكر فالدّاخل لهما يخيّل له انه إنتقل إلى أدغال إفريقيا فجميع مظاهر البؤس والتخلّف تجدها حاضرة في ادق تفاصيلهما والشريط المرافق خير دليل على مدى التهميش الممنهج الذي عشناه في ظلّ حكومات الذكتاتوريّة ونعيشه الىن في حكومة الدكتاتوريّة الناشئة فهذان المستشفيان المسمّيان جزافا جامعيين لا يقومان إلا بالنزر القليل من الخدمات التي كان من المفروض ان يقوما بها فالاكتاف هي هي والمحاباة زادت وتشعّبت والتجهيزات ترهّلت والإطار الطبّي والشبه الطبّي يعانون الامرّين من كلّ شيء … نعم من كلّ شيء فلا الادوية متوفّرة ولا غرف العمليّات سلمت من الامطار الاخيرة فالاوساخ في كلّ ركن وفي كل غرفة والصراصير أصبحت ملازمة للمرضى وغير المرضى كلّ هذه الوضعيّة البائسة لم تحرّك سواكن حكومتنا الرّشيدة لتنصف القطب الصحّي الذي يتكفّل بقرابة ربع البلاد … فأين فلوسنا يا وزير الصحّة واين نصيبنا في ميزانيّة الدّولة ؟ وأين ذهبت اموال الجباية التي نسدّدها صاغرين ؟ نقص في ميزانيّة الدّواء الأضعف مقارنة بباقي المستشفيات ووفي الإطار العامل الاقل عددا من البقيّة وفي التجهيزات التي تبقى معطّلة بالاشهر والاسابيع والمواعيد التي بلغت سنة كاملة في بعض الإختصاصات وهذا القليل من الكثير من مآسي المدينة المهمّشة والمنسيّة في الميزانيّة والحاضرة دوما في الجباية وفي شدّة تطبيق القانون كلّما كان الامر يتعلّق بجمع المال … لم يشفع لصفاقس ما تقدّمه للبلاد وستبقى تعاني وتعاني لانها ببساطة بقرة حلوب .