إنكشفت الحقيقة للجميع …للمواطن والمريض وخاصّة للحكومة التي تمادت في تهميش المدينة وجعلها من آخر أولوياتها فلا النقل بخير ولا الطرقات مقبولة ولا إذاعة تتمتّع بذبذبات قويّة ولا ولا ولا … ولا مستشفى جامعي يليق بالمدينة ويلبّى طلبات عشرات الآلاف من المرضى الذين يقصدونه من مختلف ولايات الجنوب والوسط التونسي فالتجهيزات غير كافية والعنصر البشري الذي بقي يعاني لوحده غير كاف بالمرّة وعن الأدوية فحدّث دون حرج علما وان ميزانيّة الادوية المخصّصة للمستشفى تعتبر من أضعف الميزانيّات المخصّصة للمستشفيات الجامعيّة …. تهميش يدفع ثمنه المواطن الذي اعيته الضرائب وإرتفاع الاسعار والجباية واصبح يتسائل : اين هي المليارات التي ندفعها للحكومة ؟ فهو لم يلحظ تطوّرا في تجهيزات المستشفيات ولا تحسّنا في البنية الاساسيّة الفوقيّة والتحتيّة … التلوّث حصد ارواح الآلاف من الصفاقسيّة والحوادث كذلك … الامطار الأخيرة كشفت المستور وما كان مخفيّا عن الجميع إلا عن سكّان صفاقس … برك مائيّة غطّت الارصفة وعجزت قنوات التطهير عن تصريفها فغرق فيها المواطن بسيّارته ودرّاجته وتسرّبت المياه داخل المنازل والمعامل والمكاتب والمقاهي والمغازات والمعاهد والمدارس واغلق الجميع لنخسر يوما كاملا من العطاء والعمل والتحصيل العلمي بالنسبة للتلاميذ .. والحكومة الموقّرة نائمة وتنعم بالمكيّفات والسيّارات الفارهة والاكل الطيب اللذيذ .. وطز في المواطن الذي بحّ صوته من الإستجداء والوقوف على باب الوزارات والإدارات الجهويّة .. فهل مشهد العمليّات الجراحيّة التي تجرى تحت وابل المياه المتدفّقة من الأسطح ومنظر الآلات المعطّبة والتي دفعت فيها المجموعة الوطنيّة المليارات من أموال الجباية وهي تسبح في المياه وأين ؟ في قلب ما يسمّى المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس بجميع ادواره وطوابقه .. من يتحمّل المسؤوليّة ؟ المسؤول الذي لم يحرّك ساكنا في الامطار التي سبقتها ّ؟ المقاول الذي قام ببناء المستشفى ؟ الوزارة التي أرسلت فريقا لمعاينة الأضرار في الامطار السابقة ولكنّها لم تعطينا نتيجة ابحاثها ؟ هل هي قلّة الصيانة وغياب الضمير المهني ؟ الكلّ مسؤول أمام الله وامام القانون جرّاء الإهمال والتسيّب ومنطق " رزق البيليك" وخاصّة الوزارة ومن وراءها كامل الحكومة والحكومات السابقة التي امعنت في تهميش المدينة ونسيانها وجعلتها كالبقرة الحلوب تدفع وتدفع ونملأ خزينة الدولة من الضرائب وتتركها لمصيرها التعيس الذي تضرّر منه اكثر من مليون ساكن والذين لن يسكتوا بعد الآن عن الضيم والحقرة والتهميش … فإنتبهوا ……