مدينة صفاقس هي طبعا قبلة جميع التونسيين الباحثين عم شغل كريم يحفظ كرامتهم لانها مدينة صناعيّة بإمتياز ولأن الحركة العمرانيّة تشهد نسقا مرتفعا جدّا كما إنها قبلة الباحثين عن إستغلال الفرص أو بالاصحّ " النزوح الإجرامي " وهم في العادة مجموعة من المنحرفين الذين ياتون للمدينة بهدف وغاية وحيدة : القيام بعمليّة او بعملييتين إجرامتيتين ثم العودة في ظرف زمني لا يتجاوز اليومين وهذا النوع من النزوح المرفوض لم يجد قوّة امنيّة كبيرة للتصدّى له لان الفرق الامنيّة بصفاقس ورغم كفاءتها لا تتوفّر على المعدّات والتجهيزات والاعوان وخاصّة القوانين التي يستطيعون بها التحرّك بسرعة وفاعليّة فالمنظومة الامنيّة بصفاقس راوحت مكانها وبقيت تعمل بنفس الإمكانيّات وهو ما عقّد من مهمّتهم وجعلهم يقفون عاجزين في بعض الاحيان فالمدينة إمتدّت اطرافها وتوسّعت عمرانيّا وديموغرافيّا ولكن البنية الامنيّة لم تتطوّر تماما مثل البنية الأساسيّة فالطرقات التي بقيت هي كذلك بنفس مطابقات السنوات الفارطة وبالتالي لم تتاقلم المدينة مع وضعها الجديد كمدينة نزوح فكثر الإجرام وخاصّة منه الجريمة المنظّمة والتي يبذل رجال الامن مجهودات جبّارة حتّى يقلّلوا الخسائر إلى أدنى حدّ ممكن . المنطق يفرض أن تكون العناية بالمدينة على قدر ما تعانيه من مشاكل متداخلة ولكن التهميش الذي يتواصل حتّى في ظل حكومات الثّورة يحكم على المدينة ان ترزح تحت مشكلة النزوح بانواعه وقلّة الموارد التي تخصّصها الدولة لمجابهة الأخطار الناتجة عنه … نحن ننتظر فقد تتغيّر الامور .