باستثناء بعض المخابز التي تعتني بنظافتها و بالأطباق التي يُطهى فيها الخُبز ونظافة ملابس العاملين فيها فانّ عدد هام من أصحاب هذا القطاع الحسّاس لا يُعيرون للمسألة أهمية ناهيك أنّ مخابز كثيرة في صفاقس وليس في المدينة العتيقة فقط تُقيم فيها الفئران ولا يُحرك أصحابها ساكنا من أجل البحث عن الحلول المناسبة لتنظيف محلاتهم فالخبز المُقدّم للمستهلك بصفاقس فيهْ وعليهْ فإذا انطلقنا من عملية صنع هذه المادّة الغذائية الأساسية في حياتنا فالأمر يستدعي أكثر من تساؤل مثل مدى مُحافظة أرباب المخابز على النظافة طوال عملية إعداد الخبز؟ خاصة مع الغياب الكُلي للرقابة من المصالح البلدية المختصة أو الإدارة الجهوية للتجارة بصفاقس بعد الثورة والأغرب من ذلك ما نشاهده يوميا عند نقل الخبز من المخبزة الى المحلات فالأمر يدعو لوقفة حازمة من غرفة أصحاب المخابز وإدارة التجارة وحفظ الصحة أيضا فالأكياس المفتوحة التي تمتلئ بالخُبز مُعرضة للرمال ودخان السيارات وغُبار المصانع وتُحمل على الدراجات النارية في غياب واضح للأبسط قواعد الصحة أما المواطن في صفاقس فهو يتحمل أيضا نصيبا من الوضع السيئ للمخابز فهو يتعمدّ مسك الخبز بكلتا يديه لاختيار الخبزة الأنسب قبل الشراء وما يصاحب العملية من نقل مختلف أنواع الجراثيم عبر الأيادي والأغرب أحيانا أن تجد الميكانيكي أو أيّ صاحب مهنة أخرى يداه مُسودّة و يُمررّ يده على خمس خبزات من أجل أن يختار واحدة وهي عملية غير صحية فهل نأكل الخبز نظيفْ في صفاقس ؟ ومتى يقع تأهيل هذه المخابز ؟