صفاقس (تحرير وات)- تتفاقم ظاهرة الاختناق المروري في مدينة صفاقس يوما بعد يوم، وتلقي بثقلها كاملا على الدورة الاقتصادية بالجهة وسير الحياة اليومية للمواطنين والتلاميذ ومستعملي الطريق بوجه عام. وتزايدت هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة، بشكل لافت خاصة مع ساعات الذروة بعديد المفترقات الكبرى على مستوى القاصة الحزامية رقم 4 والتي تفصل مدينة صفاقس عن المناطق ذات الكثافة السكانية الكبيرة بالجهة وتشكل ممرا رئيسيا باتجاه عدد من المعتمديات والولايات المجاورة. ويضطر بذلك المواطن في بعض الأحيان، الى التطوع لتصريف حركة المرور التي أمست تشهد اختناقا متزايدا خاصة على مستوى المفترقات التي تشهد فيها الطريق الحزامية أشغال تهيئة وأصبحت الفوضى المرورية تحدث حتى خارج أوقات الذروة لاسيما عند غياب رجال الأمن الذين يقتصر عملهم في المجال عادة على أوقات الذروة او عند الاستنجاد بهم في مثل هذه الحالات عبر أمواج إذاعة صفاقس. وفي هذا الإطار، يوضح محيي الدين بوعزيز صاحب مدرسة تعليم سياقة، أن من الأسباب الرئيسية لظاهرة الاختناق المروري تعمد أصحاب السيارات الى ارتكاب مخالفة خطيرة تتمثل في تجاوز الخط المتواصل وهو ما يؤدي إلى شل حركة السيارات القادمة من الاتجاه المعاكس والاختناق المروري في كامل مفترقات مدينة صفاقس التي أصبحت تستدعي حلولا عاجلة لا تتحمل الانتظار أكثر. وتعد ظاهرة الوقوف العشوائي للسيارات عند الإشارات الضوئية في المفترقات او ما يسمى بالوقوف المضايق إلى شمال المسالك المسموح بالوقوف فيها، سببا رئيسيا للاختناق الذي تشهده بتواتر ملحوظ المفترقات بعدد من الطرقات على غرار طريق منزل شاكر وطريق المطار وغيرها من الطرقات الرئيسية للمدينة. وترتفع على الرغم من الجهود الأمنية المبذولة أصوات عدد من المواطنين مطالبين بتطبيق القانون على المخالفين الذين يتسببون في حالات من الفوضى العارمة في المفترقات وفي تعطيل مصالحهم. وفي المقابل يرى شق من مستعملي الطريق أن هذه الظاهرة ولئن بدت مرآة عاكسة لضعف الحس المدني لدى بعض مستعملي الطريق ومستوى وعيهم المروري فإنها نتيجة حتمية لرداءة البنية الأساسية للطرقات بالجهة وعدم مواكبتها على امتداد عقود من الزمن للتطور الديمغرافي والاقتصادي والتنموي بالجهة. ويذكر في هذا الصدد أن مدينة صفاقس وهي ثاني اكبر تجمع حضري وعمراني بعد تونس العاصمة، لم تحض على امتداد السنوات الفارطة سوى بتمويل لانجاز محول واحد شهدت أشغاله تعطلا كبيرا وفاقت مدة إنشائه الخمس سنوات. ولا يزال أبناء الجهة في انتظار تجسيم المشروع الحلم حتى يجوب المترو الخفيف شوارع الولاية، وهو مشروع طال أمد تجسيمه وعلقت عليه آمال عريضة لإخراج المواطنين من كابوس الاختناق المروري والحوادث القاتلة التي تتكبدها الجهة داخل مواطن العمران وخارجها.