سهرة رأس السنة المبلاديّة إنتظرها التونسيون بكل لهفة بعد ان قرّر أغلبهم السهر في المنزل وامام شاشة التلفزة وكم كانت صدمتهم كبيرة من المنوّعات التي يثّت على أغلبها والتي تجاوزت الرداءة والإنحطاط الأخلاقي وجلبت اشباه فنّانين وراقصات رأس مالهنّ العراء واللباس الفاضح . سهرات فاشلة أسّست لثقافة هابطة قد تكون متعمّدة وأفسدت الذوق العام وبدات سنة جديدة بفشل متواصل لفهم رغبات المشاهد الذي لم يقع إحترام خصوصيّاته ودخلت لمنازلهم بدون إستئذان لتغتال الذوق السليم والرفيع ونسوا ان المواطن هو من يموّلهم ويدفع الإتاوات ليواصلوا الضحك على ذقونهم مما دفعهم لهجر هذه القنوات المبتذلة والهروب إلى القنوات الاجنبيّة التي كانت اكثر تحفّظ وإحترام للمشاهد والتي لا يخجل الأب ان يشاهدها صحبة أبناءه وبناته وأصهاره .. القنوات التونسيّة سقطت بالضربة القاضية في الإنحطاط ونزلت إلى هاوية الإبتذال وغاب عنها الخلق والإبداع السليم والجمهور لن يغفر لها ما قامت به في حقّه ليلة سنة جديدة إستهلّتها بإستغفال المشاهد فنيّا بعد ان إستغفلته سياسيّا .