بسم الله الرحمان الرحيم إثر التحركات الشعبيّة العارمة يوم الجمعة الماضية (14/10/2011)ضدّ قناة نسمة لعرضها فيلما مشينا تجرأت فيه على الله تعالى،وصورته وجسدته في صورة مكروهة على المباشر، قامت هذه القناة المشبوهة بهجوم عنيف على الأئمة الخطباء واتهمتهم بالتّحريض على القتل والعنف والفتنة الدينية، و تجاوز حدود الوعظ والإرشاد إلى حدود السياسة والمجتمع والمشاركة في الحياة العامة. وأمام هذا الهجوم السّيئ من القناة المذكورة، وأمام ملازمة وزارة الشؤون الدينية الصّمت، وتخلّفها في الدّفاع عن الأئمة والخطباء فإنّ جمعيّة الخطابة والعلوم الشرعيّة بصفاقس: 1) تندّد بهذا الهجوم العنيف على الأئمة والخطباء وتعتبره جزءا آخر من سلسلة الاعتداء على الإسلام في رموزه وأعلامه ومؤسساته وخطابه، فضلا عن ثوابته وأحكامه ومبادئه. 2) ترفض توجّه القناة وغيرها من المؤسّسات الإعلاميّة والثقافيّة والتيارات والرموز العلمانية... الرّامي إلى تدجين الخطاب الديني والتضييق عليه حتى لا يكون مؤثّرا في حياة المجتمع، كما ترفض الوصاية على الشأن الديني بطريقة يصبح فيه خطابه وعظيا يتّصل بالشأن الخاص للفرد ولا يمكنه أن يتنزّل محدّدا للمعاملات والعلاقات والتنظيمات بمختلف مجالاتها. 3) تستنكر الموقف السلبي للحكومة المؤقتة تجاه هذا التعدي الصارخ والعلني على الشعب التونسي في عقيدته ومقدساته ورموزه... 4) تكبر دور الأئمة والخطباء: -في استنكارهم للعنف الإعلامي والفكري للقناة وتجاوزها للخطوط الحمر. -في معالجة الأحداث بحكمة وتبصّر، وفي الترشيد والتهدئة والدعوة إلى السلمية والحضارية في المواجهة، والدعوة إلى عدم العنف اللفظي أو المادي. 4) تؤكد أن الأئمة والخطباء يتكلمون بالعلم الشرعي وبالدين، وأنهم غير متحزّبين ولا يدعون إلى أحزاب معينة، ولكنهم يبينون الرأي الشرعي في القضايا العامة، وهذا واجبهم، وأنهم ليسوا دراويش أو قساوسة. 5) تعتبر أنّ الإسلام الذي أظهر القرآن والسنة، ودانت له الأمم منذ ما يزيد عن 14 قرنا، دين متكامل لا يقبل التجزئة، ولا يمكن أن يخضع، في أيّ توجّه من توجّهاته، إلى أيّ وصاية سواء باسمه ومن داخله، أو باسم أدعياء ينصّبون أنفسهم حاكمين بأمر الناس، مع أنّهم من خارجه، و لا يدينون بما يدين به عامّة الناس.يقول الله تعالى:﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾(الجاثية 18) 6) تحيّي الشّعب التونسي المسلم (المحامين والرياضيين والأمنيين والعلماء والمفكرين والمربين) الّذي هبّ كالرجل الواحد للدفاع عن دينه ومقدّساته.