تجمّع ثمانية آلاف من أنصار المعارضة الجزائرية في قاعة حرة وسط العاصمة، رفضاً لترشح الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة لولاية رئاسية رابعة في انتخابات 17 أبريل المقبل. وشارك في التجمّع رئيس حركة مجتمع السلم (إخوان الجزائر) عبدالرزاق مقري، ورئيس جبهة العدالة والتنمية (إسلامي) الشيخ عبدالله جاب الله، ورئيس حزب جيل جديد (ديمقراطي) جيلالي سفيان الذي أعلن قبل أسبوعين انسحابه من الانتخابات الرئاسية، وحركة النهضة ذات الاتجاه الإسلامي محمد ذويبي، ورئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (علماني) محسن بلعباس، ورئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور المنسحب من الانتخابات الرئاسية، كما حضر نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة. وسمحت السلطات لقوى المعارضة بتنظيم التجمع داخل القاعة، تجنباً لتوجهها الى خيار التجمع في الشارع، على خلفية مسيرة نظمتها المعارضة الأربعاء الماضي، عند نصب الشهداء في أعالي العاصمة، وأحاطت قوات الأمن بالقاعة، وشددت مراقبتها للمكان، تخوفاً من خروج المشاركين في التجمع إلى الشارع. مقاطعة ورفض ودعت قيادات المعارضة الجزائريين الى مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقررة في 17 أبريل المقبل، وقال زعيم إخوان الجزائر، عبدالرزاق مقري، إن المعارضة مصرّة على موقفها الداعي إلى مقاطعة الانتخابات، وأعلن عن سلسلة تحركات لدعوة الناخبين إلى عدم التوجّه الى مكاتب الاقتراع في 17 أبريل المقبل، بسبب ما يصفه التزوير المبرمج، وانحياز الحكومة ومؤسسات الدولة لصالح المرشح الرئيس بوتفليقة. وقال رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور إن "الجزائر تعيش أسوأ سيناريو منذ الاستقلال، بسبب هيمنة المافيا السياسية والمالية على صناعة القرار في البلاد"، مشيراً إلى أن "إصرار الرئيس بوتفليقة على البقاء في الحكم ، يدفع الجزائريين الى خيار الشارع والعنف المجتمعي". وشدّد محسن بلعباس، رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، على أن الحكومة توزع أموال النفط، من أجل شراء السلم الاجتماعي، ولشراء أصوات الناخبين لصالح بوتفليقة. ورفع المشاركون في التجمّع شعارات مناوئة للرئيس بوتفليقة، في الوقت الذي دعت فيه حركة "رفض" إلى تجمّع احتجاجي ضد ترشح الرئيس لبوتفليقة لولاية رابعة السبت وسط العاصمة الجزائرية، قبل يومين من بدء الحملة الانتخابية. وتعد حركة "رفض" رديفاً لحركة "بركات"، التي نفذت ثلاثة تجمّعات وسط العاصمة لرفض ترشح بوتفليقة. ومنذ إعلان الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة في الرابع من مارس الماضي، تخرج في العاصمة الجزائرية ومدن بجاية والبويرة وتيزي وزو (شرقي الجزائر) وورقلة والأغواط (جنوبي الجزائر)، وتبسة ووادي سوف (جنوبي الجزائر)، مسيرات رفضاً لتولي بوتفليقة ولاية رئاسية رابعة بالنظر إلى حالته الصحية وعدم قدرته على إدارة شؤون البلاد.