لندن – اكدت أجهزة الصحة العامة البريطانية هذا الأسبوع أول حالتي إصابة بمرض السل، عن طريق انتقال العدوى من هر إلى إنسان، في سابقة من نوعها على صعيد العالم. وحصل هذا الاكتشاف إثر دراسة أجريت السنة الماضية على "تسعة هررة أليفة حاملة لبكتيريا "ميكوبكتريوم بوفيس" في منطقتي بركشاير، شرقي إنكلترا، وهمشاير جنوبي البلاد، أجراها علماء في الوكالة البيطرية المتخصصة في الصحة الحيوانية، وفق ما أفاد عضو في أجهزة الصحة العامة البريطانية الخميس. وأوضح العلماء أن "هذه الهررة أصيبت على الأرجح بالعدوى بسبب لدغها من جانب حيوانات الغرير أو القوارض". وأكدوا أن "الشخصين المصابين يتفاعلان بشكل جيد مع العلاج". وأشارت أجهزة الصحة العامة البريطانية إلى أن شخصين آخرين من أصحاب الهررة تعرضا للسل لكن المرض "لم يتفش" لديهما. وأضافت "نوصي هذين الشخصين بتحذير أفراد عائلتيهما كي يتم إخضاعهم لفحوص ويتلقوا مساعدة أجهزة الصحة العامة". وأوضحت هذه الأجهزة أن حالات انتقال عدوى السل من الهررة إلى البشر "لا تزال نادرة جداً"، مشيرة إلى أن هذا الأمر يحصل عن طريق "تنشق بكتيريا منقولة من هذه القطط". يذكر أن مرض السل يصيب بشكل أساسي الرئتين، إلا أنه قد يطال أجزاء الجسم كافة، كالعظام والجهاز العصبي. وفي 2012 تم تسجيل 8751 حالة إصابة بالسل في بريطانيا. واعتبر المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض أن مكافحة السل يحتاج على وجه السرعة لعقاقير جديدة أكثر فعالية. وذكرت تقديرات جديدة لباحثين أميركيين أحصت لأول مرة معدلات الإصابة بمرض السل الذي من الصعب علاجه أن ما يصل إلى 32 ألف طفل في جميع أنحاء العالم يصابون سنويا بسلالة "بكتريا" السل المقاومة للعقاقير او ما يصطلح بتسميته السل العنيد. ويحدث السل المقاوم للأدوية عندما تصبح العصيات المسبّبة للمرض قادرة على مقاومة الإيزونيازيد والريفامبيسين على الأقلّ، وهما أكثر الأدوية نجاعة ضد السل. ووجدت الدراسة أن إجمالي ما يصل إلى مليون طفل يصابون بمرض السل سنويا ويزيد هذا العدد بواقع المثلين عن الرقم الذي كان يعتقد سابقا ومن بين عدد الإصابات هذه يتم تشخيص ثلث الحالات فقط. وقالت هلن جينكينز من قسم عدالة الصحة العالمية التابع لمستشفى بريجهام للنساء وهي خبيرة الإحصاء التي ترأست الدراسة التي نشرت الأحد في دورية "لانست " إن "نسبة ضخمة (من الأطفال) يعانون ويموتون جراء الإصابة بمرض السل بدون داعي." وتقدم النتائج التي نشرت كجزء من عدد حول موضوع خاص للانست احتفالا بيوم السل العالمي في 24 مارس/آذار أوضح صورة حتى الآن حول العبء العالمي للسل بين ضحاياه الأصغر وتقدر لأول مرة عبء مرض السل المقاوم للعديد من العقاقير.