مرة أخرى تستباح أرض تونس من طرف مجموعات من الصهاينة الذين دخلوا إلى أرض الوطن في وقت يداس فيه الأقصى المبارك من قبل عصابات المستوطنين الصهاينة وتشتد فيه هجماتهم على المصلين والمرابطين والمرابطات داخله بهدف تقسيم المسجد الأقصى وتهويده. لقد دخل الصهاينة إلى تونس عبر ميناء حلق الوادي على ثلاث مجموعات ليصل عددهم إلى 61 مستوطنا صهيونيا قدموا من فلسطين ودنسوا أرضنا بعد أن تحصلوا على تأشيرة رسمية من وزارة الداخلية واستقبلوا من طرف وزيرة السياحة تحت عنوان السماح لهم بالمشاركة في الاحتفالات بالغريبة تحت غطاء ديني وباسم دعم السياحة أما باطن ذلك فهو الإمعان في التطبيع وجعل تونس منطلقا للنشاط الصهيوني المكثف والمعلن. وإننا في جمعية تونس لأجل القدسوفلسطين نؤكد: – أن ما حصل يعتبر شكلا متقدما للتطبيع مع الحركة الصهيونية بما أنه فتح تونس للنشاط الصهيوني من الباب الواسع كما حصل في فترة الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي والتي كان من نتائجه نكبة 1948 وإعلان قيام الكيان الصهيوني. – أن السماح للصهاينة بدخول تونس هو تنكر لدماء الشهداء الذين رووا بدمائهم الزكية الطاهرة أرض فلسطين والذين قدموا أرواحهم فداء لتحرير فلسطين من العصابات الصهيونية واعتداء صارخ على المشاعر القومية والوطنية لشعبنا في تونس الرافض للتطبيع مع الصهيونية باعتبارها حركة استيطانية وعنصرية. – أن هذه الخطوة تعتبر دعما مفضوحا لما يحصل في فلسطين من مجازر واستيطان واستباحة للأقصى المبارك وتآمر امبريالي صهيوني على شعبنا الصامد في فلسطين. – أن شعبنا في تونس لا يتشرف باستقبال من يرفعون الشعارات التوراتية الباطلة ك " أرض الميعاد" " وشعب الله المختار" وأكذوبة " أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" ومن طردوا أهلنا في فلسطين من بيوتهم وأرضهم وارتكبوا أبشع المجازر في فلسطين والعراق وحمام الشط ولبنان وغزة والجولان ومصر وسوريا وغيرها. – أن ما حصل يأتي تحت عنوان " حرية المعتقد" و" الديمقراطية" خدمة للامبريالية والصهيونية وهو نتيجة طبيعية للقاءات السرية والعلنية لزعماء من الترويكا وبصفة خاصة للحركة الإخوانية مع قادة الصهيونية العالمية في واشنطن ونيويورك وباريس وللندوات والمؤتمرات التي انعقدت على أرض تونس مثل إحياء ذكرى الهولكوست وندوة أبناء إبراهيم إضافة طبعا لاستماتة عملاء أمريكا وفي مقدمتهم النهضة في رفض إدراج تجريم كافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني في الدستور التونسي. – أن الإدعاء بأن هذه الزيارات سيكون لها أثرا إيجابيا على اقتصادنا في تونس و"أن تدفق هؤلاء الصهاينة على بلادنا ضروري لنجاح ما يسمى "موسم الحج للغريبة" بجربة و"أن نجاحه مرتبط أشد الارتباط بنجاح الموسم السياحي" ليس إلا تزويرا للحقائق باعتبار أن هذا الاختراق الصهيوني لن يجلب لتونس سوى مزيدا من الكوارث السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومزيدا من الاختراق الأمني وهو في تناغم مع ما يحاك ضد أمتنا العربية من مؤامرات تستهدف تحررها ووحدتها وتسعى لتكريس مشروع شرق الأوسط الجديد الامبريالي الصهيوني الرجعي بقيادة أمريكا. لذلك فإننا: – نطالب بإيقاف كل أشكال التطبيع مع الصهاينة وبسن قانون يجرم التطبيع مع العدو الصهيوني. – ندعو جميع الجمعيات والأحزاب الوطنية والأئمة والإعلاميين والمحامين والفنانين والأدباء والمنظمات الوطنية وفي مقدمتها الاتحاد العام التونسي للشغل واتحاد الصناعة والتجارة والمنظمات الطلابية لمنع تكرر مثل هذه الزيارات – العلني منها والسري – والتصدي لأي نوع من أنواع التطبيع مع العدو الصهيوني ودعم صمود شعبنا في كل فلسطين وخاصة داخل وحول المسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض منذ فترة لأبشع مؤامرة تستهدف تقسيمه وتهويده واقتلاع شعبنا الأبي في القدس ويافا وحيفا والنقب والخليل ونابلس ورام الله وكل مدن فلسطين في إطار ما بات يعرف ب" يهودية دولة إسرائيل" المزعومة. – نؤكد تواصل جهدنا للتصدي لكل أشكال المؤامرات الامبريالية والصهيونية والرجعية التي تحاك ضد أمتنا العربية بهدف زرع الفتن والتقسيم ولتقديم الدعم على طريق تحرير فلسطين شبرا شبرا وعودة جميع اللاجئين. إن شعبنا الأبي مثلما تصدى للتطبيع منذ الثلاثينات وأغلق مكتب الاتصال الصهيوني في تونس في التسعينات ومنع زيارة السفاح شارون لتونس سنة 2005 وقدم قافلة من الشهداء على درب تحرير فلسطين قادر على السير على خطى أجدادنا الأماجد والمضي في إسقاط مؤامرة التطبيع مع الكيان الصهيوني والتصدي لكل أشكاله.