نوع من الإشهار يبدو أنه لا يكتب إلا ليذاع عبر أمواج إذاعة صفاقس، يتوجه بها أصحابها إلى الصفاقسية لكسب ودهم و ودّ جيوبهم … و لكن هل بتشويه اللهجة يكسب الودّ ؟ يذاع هذه الأيام على أمواج إذاعة صفاقس إعلان لإحدى المواد المستعملة في البيوت ( مواد تنظيف ) يسيء إلى صفاقس و أهلها ويحصر تميّزهم في لهجتهم المغايرة – نسبيّا – للهجات باقي الجهات … ولكنّ هذا الإشهار لم يكن موفّقا في اختياره فعمل كهذا قد ينفّر المستهلكين أكثر مما يحثهم على الإقبال على المنتوج لما فيه من إغراق في المحليّة بطريقة محرّفة عبثت باللهجة … و هذا المثال ليس الوحيد من نوعه في اعتماد هذا الأسلوب المبالغ في الاستسهال والارتجال .. فمتى يفهم أصحاب وكالات الإشهار أن التوجّه إلى جمهور معيّن لا يكون عبر اللهجة فحسب ؟ … و متى يدرك المشرفون على التسويق أن الإشهار فن و علم يحتاج إلى دراية واسعة بنفسية المستهلك و انتظاراته حتى لا يحقق الأمر نتيجة عكسية ؟ .