هل اصبحت المدينة العتيقة بصفاقس فضاء حرّا لممارسات شتى انواع البلطجة والسرقات إلى درجة ان بعض المنحرفين يقسّمونها إلى " كنتوناتّ" صغيرة تحدّد مجال عملهم ويتقيّدون بحدودها ويتمتّعون بالنفوذ المطلق فيها حيث لا حقّ لغير " مالكها" ان يمتهن السرقة داخلها وحتى وإن اراد ذلك فلن يكون إلا بعد ان يدفع لصاحبها معلوما محدّدا وكانها صفقة تعقد في الخفاء … سوق الأسماك وبمناسبة شهر رمضان المكرّم وإزدياد الحركة داحله أصبح محلّ صفقات ومزايدة حتى تصبح مجال نشاط بعض محترفي السرقة والنشل ومن المضحكات المبكيات أن يعطي كبير " الزرامة" في البلاد العربي في صفاقس مبلغا ماليا محترما يتجاوز الثلاث ملايين ليقتني حُقوق النشل في سوق الحوت حسب مصدر قريب من النشالة !!!!! الامن ورغم الحملات التي يقوم بها والتي يعيشها المواطن يوميّا ورغم السرّية منها و التي تمرّ في الخفاء إلا أن مجهوداتهم لا يمكن لها ان تثمر نتائج جيّدة في ظل السلبيّة التي يتعامل بها المواطن مع هذه الظاهرة وخاصّة الخضارة واصحاب المحلات الذين يعرفونهم جيّدا وغالبا ما تتمّ عمليّات النشل أمام أعينهم ولكنهم إما خوفا أو العمل بالمثل الشعبي " إخطى راسي وإضرب" لا يمدّون رجال الامر بهويّاتهم ولا يبلغون عن هذه الأفعال والمواطن يتحمل كذلك مسؤوليّة كبيرة فمن غير المعقول ان يحمل مبالغ كبيرة في جيبه أو راتبه الشهري ويدخل هذه البؤرة لأنه ببساطة سيصبح صيدا سهلا لمنحرفين مختصّين وقد يكون تركيز كاميرات مراقبة في الأسواق التي تشهد إكتظاظا كبيرا أمرا ضروريّا لمحاربة هؤلاء المنحرفين