مثّل مصرع البنت آية ذات الثّلاثة عشر سنة، في الرّابع من شهر جوان، حرقا من طرف والدها صدمة كبرى للرّابطة التّونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و الرأي العام نظرا لبشاعة الجرم الذي استهدف الضّحيّة بصفتها بنتا تصرّفت بما ينافي، حسب والدها، منطق وأخلاقيات الذّكورية السّائدة. وقد لاحظت الرابطة في الآونة الأخيرة ببالغ الانشغال تفاقم مثل هذا النوع من الجرائم المسلطة على النساء والأطفال، من ذلك فضيحة اغتصاب البنت مريم من طرف أعوان أمن والاغتصاب الجماعي الذي تعرّضت له في غرة جوان فتاة بعد احتجازها بوكالة في باب سويقة والاعتداء بالفاحشة على بنت قاصر بمركز الإحاطة الاجتماعية بجهة سوسة. هذا إضافة إلى تفشي ظاهرة التحرش والاستغلال الجنسي تحت غطاء الزواج العرفي وما يسمى بجهاد النكاح. وإذ تستنكر الرابطة تواتر هذه الجرائم البشعة التي تحمل أثر النوع الاجتماعي وتفضح عقلية رجعية تعادي أبسط حقوق المرأة و الطفل فإنّها تستغرب من صمت الدوائر الرسمية والأحزاب السياسية وعدم توفير الحماية اللازمة لهذه الفئة الهشّة من المواطنين رغم أن الدستور الجديد للبلاد يلزم الدولة في فصله 46 على "اتخاذ التدابير الكفيلة بالقضاء على العنف ضد المرأة" وفي فصله 47 على "توفير جميع أنواع الحماية لكل الأطفال دون تمييز وفق المصالح الفضلى للطفل". كما تعبر الرابطة إزاء خلفية هذه الاعتداءات الفظيعة على الحرمة الجسدية عن مخاوفها من انزلاق المجتمع إلى ثقافة الموت والتوحش واستسهال العنف المفرط. وتدعو الرابطة كل القوى المدنية والسياسية إلى المواجهة المجتمعية لهذه الثقافة العدمية بنشر ثقافة الحياة القائمة على احترام حقوق الإنسان وإعلاء كرامة الكائن البشري. كما تطلب من كل القوى الديمقراطية المشاركة المكثفة في المسيرة البيضاء التي ستنظم يوم 19 جوان 2014 بداية من الساعة منتصف النهار بساحة حقوق الإنسان بتونس لتكريم روح الطفلة آية والاحتجاج ضد العنف المسلط على النساء والأطفال. عن الهيئة المديرة الرئيس