مسكين المواطن الذي يهرب من حرارة الطقس إلى شاطئ الشفّار ومسكين الذي يفكّر مجرّد التفكير في الذهاب إلى المتنفّس الوحيد لاهالي المدينة المحرومة من مقوّمات العيش الكريم والشواطئ المهيّأة والنظيفة لأن الذّاهب إلى شاطئ الشفّار سيكون في رحلة إلى المجهول لا يعرف عواقبها وقد يخرج منها مجروح البدن والكرامة تماما كهذا الذي حمل معه " شقّان فطرو" وذهب لشاطئ الشفّار قصد تناول الإفطار على شاطئ البحر العمومي هروبا من ضيق العمارات ومن إختناق المدينة ولم يكن يدر بخلده أبدا انه سيكون على موعد مع الإهانة بكلّ معانيها أشخاص مفتولي العضلات يتصرّفون في الشفّار كانه ملك خاص تركه له السيد الوالد ويفرض شروطه علي خلق الله وفي صورة الرفض يكون التعامل بالقوّة وبالعنف الذي لا يعرفون غيره . المسكين نال " طريحة نبّاش القبور " لانه رفض ان يستسلم لطغيانهم وجبروتهم وفقد نظارته الطبيّة وعاد ادراجه يلملم ما بقي من كرامته التي أهينت امام زوجته وأبناءه .. السلطة تتفرّج وكانها ترتعش خوفا من هؤلاء " البانديّة " أو لأنها اسندت لهم رخصا غير قانونيّة وتصرّفوا في ملك عمومي بطريقة غير قانونيّة وفي كل الاحوال فإن المواطن فقد الامان وفقد الكرامة وسيهجر الشفّار إلى شواطئ اخرى وقد يهجرون صفاقس كلها كما هجرها الآخرون ..