الفتى اليافع ذي الستة عشر ربيعا، المسلم الهادئ الثابت الذي استقبل رمضان بإنارة شوارع حيّه حيّ شعفاط بالفوانيس خرج فجر الثلاثاء ليلتقي أصحابه في اتّجاه المسجد للصّلاة، اختطفته عصابة من المستوطنين ومارست على جسده الغض كلّ فنون التعذيب قبل أن تسكب عليه البنزين وتحرق جسده وهو على قيد الحياة. وُجد جثمانه في أحراش "دير ياسين" و في ذلك أكثر من تعبير. بكلّ ألوان الحقد والكراهية وفي تصعيد نوعي سافر أقدم الكيان الصهيوني على مضاعفة أشكال القمع والتنكيل بأبناء شعبنا في فلسطين مستعينا بعصابات المستوطنين الذين أطلقت أياديهم تماما كما أطلقت أيادي داعش في العراق والشام. وشكّل تعذيب الطفل أبوخضير – شهيد الفجر- وحرقه حيا السيناريو المراد تسويقه للعالم قاطبة حول نوايا الكيان الغاصب لارتكاب كل البشاعات والفظاعات في القتل والتعذيب والأسر والحصار والتجويع وصولا إلى خلق أرضية للتهجير شبيهة بتلك التي حدثت في قبية ودير ياسين وأم العقارب.. في سنوات النكبة. وتتكاتف الجهود الأمريكية الصهيونية لاستغلال الانشغال العربي بمواجهة فصول المؤامرات التي ألمّت بمختلف الأقطار العربية في مسلسل "الربيع العربي" السيّء الذكر لتمطيط المفاوضات مع حكومة رام الله وضمان تواصل التنسيق الأمني بالتوازي مع رفض إطلاق الأسرى وإعادة اعتقال العشرات من الأسرى المحررين وتحييد المقاومة في غزة بالاعتداءات العسكرية وطلبِ الوساطة المصرية لتفعيل التهدئة من جديد وفرض الاستيطان أمرا واقعا يمهد لتصفية قضية فلسطين وبناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى وتطويع النظام الأردني بالترغيب والترهيب (تهديده بداعش) للقبول بخطة الوطن البديل وتحقيق حلم "الدولة اليهودية الخالصة". وكعهدنا بشعبنا الفلسطيني الصامد الثائر انطلقت سواعد شباب الضفة والقدس والمثلث والناصرة لتواجه هذه الفصول البشعة الجديدة بصدور عارية لكنها عامرة بعدالة قضيتها مبشِّرة باندلاع انتفاضة شعبية عارمة تحاكي الانتفاضات السابقة التي تكسّرت عليها مؤامرات العدو الصهيوني وحلفاءه الغربيون. إننا في حركة النضال الوطني: – نسجل بكل فخر جاهزية ويقظة أبناء شعبنا الفلسطيني ووقوفهم على خط المواجهة الأول بما يجهض المؤامرات الصهيونية وليلتحم الصمود والمقاومة في فلسطين بالصمود والمقاومة في سوريا ولبنان وفي كل أرجاء الوطن العربي. – ندعو أبناء شعبنا في تونس للتعبير عن مشاعره الراسخة تجاه قضية فلسطين بإقامة الفعاليات والتظاهرات نصرة لشعبنا في فلسطين ودعما لنضاله وصموده وانتفاضته. – ندعو أبناء أمتنا العربية وقواها الوطنية ومقاومتها وبخاصة شعبنا الأبي في العراق وفي سوريا وليبيا وفي مغربنا العربي إلى الالتحام مع صمود ونضالات وانتفاضة أهلنا في فلسطين الحبيبة إيمانا منا بأن البوصلة الصائبة هي فلسطين وأن إصابة الكيان الصهيوني الغاصب وإيلامه سيصيب بالضرورة كل روافده ووكلائه من تكفيريين وغيرهم. عاشت انتفاضة رمضان المباركة والمجد لشهدائها الأبرار المجد لشعبنا العربي في فلسطين عاشت فلسطين عربية من النهر الى البحر ومن الجنوب إلى الجنوب