إن المتأمل في حال البلاد من أقصاها إلى أقصاها بعد ثورة ظننت أنها طهرت البلاد و العباد و الأنفس من سنين عجاف سنين لطخت الحرث و النسل بشتى... و شتى.. ثورة روت حبات أرضي بدماء شهداء أبو إلا أن يقولوا ( لا ) ل ....و ل ....و لو كتب لأرواحهم الزكية أن تبعث من جديد ويشاهدوا ما آلت إليه البلاد من فوضى و إضرابات و اعتصامات في جل المجالات لبكوا حتى العمى....و تساءلوا بينهم إن كنا قدمنا أرواحنا ل....و ل ....فماذا قدمتم لبلدكم أيها الأحياء هل أتممتم ما استشهدنا من اجله هل وصلتم ببلدنا إلى بر الأمان هل تكاتفت جهودكم و أحببتم تونسنا كما أحببناها و ضحينا بأرواحنا لأجل عزتها و مناعتها و رقييها فكانت الإجابات تتتالى سريعا و من كل حدب و صوب من كل اتجاه و ميدان من كل شارع و مؤسسة و حتى من المجلس الوطني المنتخب لعل الإجابة الأولى أتت من المعتصمين( بحبل الله ) فهذا يطالب و يطالب و كأن ليلة القدر فتحت أبوابها و التالي ما يلحقش شيء جميل ثورة.. حرية.... تعبير...ديمقراطية .. و مع كل اعتصام قطع للطريق و تعطيل المصالح فهذا الغاز شبه مفقود في البلاد و لا يدري ذلك المعتصم ماذا يسبب انقطاع الغاز في البلاد بدءا من البيت و بيته هو بالذات إلى المؤسسات صحية كانت أو تعليمية أو سياحية أو غيرها و الخمير لصنع الخبز ألا يدري سيدي المعتصم هذا انه ذات صباح اعتصامه لا يجد خبزا له ولأولاده... عجبا.... و السماد لزراعة الأرض ألا يدري سيدي المعتصم هذا أن عجلة الفلاحة و الاقتصاد لا تدور إلا بما قطع الطريق عنه و و و ....لا حول الله .. و قيد على الاعتصام رحمكم الله يا شهداء ثورتنا. و توالت الإجابات و كانت هذه المرة من قلب مدينة صفاقس فحتى الباعة بسوق الخضار وسوق السمك بباب الجبلي أصابتهم حمى الفوضى تاركين دكاكينهم ومنصاتهم و ناصبين في قلب النهج و ما ينجر عنه من ازدحام و تعطيل للحركة و تشجيع على النهب و السرقة و لما لفت الانتباه لأحدهم لم لا يبيع سلعته على المنصة المخصصة للغرض و كفانا مشقة ما نعانيه فأجاب و الحزن و التأثر باد على وجهه هكذا نحن العرب يلزمنا ديكتاتور.... ....و قيد على الفوضى رحمكم الله يا شهداء ثورتنا. أما المجلس الوطني فحدث و لا حرج أصبح ميدانا لاستعراض عضلات الآراء والأفكار بكل إطالة و إطالة مملة في غالبها فهذا مؤيد و هذا معارض و الآخر منسحب و نسي أن الذي انتخبه لم ينتخبه لينسحب من جلسات المجلس و نسي و المجلس أن البلاد بلا رايس و أن السرعة لا التسرع و التوافق في تعيين الحكومة و إصدار المراسيم و غيرها شرطان أساسيان للخروج بالبلاد من محنتها فالكل يصيح والبعض يعتصم و يلقي بالفوضى في كل مكان و لا من رادع و قيد على الفوضى رحمكم الله يا شهداء ثورتنا. و بمرور الأيام نكتشف يوما بعد يوم أن من يعطل مصالح البلاد و العباد سوى شرذمة من المنافقين و المناوئين و الصائدين في الماء العكر تحت غطاء ثورة.. حرية.... تعبير...ديمقراطية...أما آن الأوان أن تتكاتف الجهود و نستخلص الدروس في الوطنية و نكران الذات و نشمر على ساعد الجد و البذل و العطاء و التضحية نعم التضحية و رحم الله الأولين حين قالوا التهديم ساهل أما البنيان صعيب و نترك من انتخبناهم بصدق يعملون و نحن معهم اليد في اليد معا لبناء يابان العرب حتى ينام فلاقٌة تحرير أرضنا و شهداء ثورتنا بسلام .