السلام عليكم... هذه سنة جديدة تطلّ علينا أدعو الله أن تهلّ عليكم باليمن و الخير و البركة... و هذه صفحة أخرى تُطوى من حياة كلّ فرد منّا...و هذه سنة جديدة ستطوي سنة سبقتها، لكنها ستبقى مميّزة في تاريخ بلدي ما كُتب التاريخ و استُعمل التأريخ... فنحن قبل سنة من اليوم... لم نكن نحلم مجرّد الحلم بما أنجزناه ...طردنا ديكتاتورا و قوّضنا نظامه ... و رَمينا حزبه في مزبلة تاريخ وطننا ... و أخرجنا سُجناء الرّأي من سجونه ... و أوقفنا بعض الجلاّدين من بطانته و من الّذين نحَوا نحْو استبداده في أقفاص المُتّهمين بمحاكمنا... و اليوم كذلك ... و لأوّل مرّة في التّاريخ ...لنا رئيس لم يأت بكرسيّه بانتخابات مزيّفة...أو بانقلاب يُسمّيه هو في خطاباته تصحيحًا أو إنقاذا، قاده البطل المقدام الذي ليس كمثله شيء، فأنقذ الأمّة و الشعب و البلاد و العباد، فكان حامي الحمى و الدّين، و الآمر و الناهي، و الحاكم بأمره قبل الله أحيانا... فرئيس بلدي لم يكن ليجلس على كرسي الرّئاسة لو لم يقع انتخابه منّا... و اليوم...لنا مجلس يمثّل تيّارات ورُؤَى و اختيارات شعبنا المختلفة، و التي في اختلافها رحمة... بقطع النّظر هل أتّفق مع بعضها أو لم أتّفق في ما يُقرّه لهذا الوطن ... مجلس اُنتخب كل أعضائه من الشّعب و لم يُزكَّ عضوٌ واحدٌ فيه من قوّة سوى قوة الانتخابات... مجلس يُتناقش في ما بين أعضائه على المُباشر و كلّ الشّعب ينظر ويستمع له...و ينقد مداولاته... و يُدلي بدلوه في ما يطرح. و اليوم... لنا حكومة بوزراء و مستشارين جُلّهم مُنتَخبون، و هذا لوحده تميّزا بين أقراننا من الدّول... فمنذ قرون لم يحكمنا من انتخبناه بل كان كلّ مسؤول يدفع فاتورة الولاء للحاكم المُطلق، ليعيّنه على رقابنا وزيرًا أو مستشارًا... حكومة تُسأل عن برامجها و أشخاصها و آلياتها المقترحة لحكم هذا البلد العزيز... حتى قبل أن تُنصّب... حكومة لم يصفها أحدٌ منّا بأنها قدرٌ و أنّ من يخالفها فهو يُخالف القدر... حكومةٌ ستسقطُ إذا فشلت دون شكٍّ... و ستُشكرُ فقط إذا نجحت. فهل بعد هذا الخَير خَيرٌ؟... و هل بعد هذا الإنجاز إنجازٌ؟... اللّهُم إذا نظرنا أكثر بُعدا نحو أُفُق أرحَبَ...فحقّقنا عدالة اجتماعية... و قطعنا مع تغوّل إدارتنا... و مارسنا الدّيمقراطية حقّا... وأنجزنا تنميةً أكبر...و أرشدنا بوليسنا... و عاقبنا جلاّدينا... و أرجعنا مالنا... و حقّقنا كرامتنا... و نشرنا العدل بيننا... و رحمنا المُعوِز فينا... و وَقّرنا الفاضل منّا... ورخّصنا أسعارنا... و أصلحنا تعليمنا... و رقّقنا قلوب قطاع الصّحة علينا... و عمّمنا مشاريعنا على كلّ أهلنا... من شمالنا لجنوبنا... و من شرقنا لغربنا... و نظّفنا أيدينا من الظُّلم و قهر الرّجال..... كلّ هذا يجب أن نبدأ في تحقيقه الآن... و لا مجال تحت أيّ ظرف لتأجيل العمل الذي ينتظرنا...كلٌّ من موقعه... لأنّنا مسؤولون عنه يوم غد... أمام الله... و أمام أرواح الشّهداء الذين ضحّوا بأرواحهم التي لا ثمن لها... و أمام جرحى مظاهراتنا الذي يرزح بعضهم تحت الإعاقة الدائمة والداء المزمن... وأمام من ضحّوا بأحلى فترات العمر فقضّوا شبابهم و حلم شبابهم في السجون و المعتقلات تحت الضغط و التعذيب البدني و النفسي... و أمام الأجيال اللّاحقة في هذا الوطن العزيز التي ستقرأ قراءةً عن ملاحمنا و نعيشها اليوم مشاهدةً. فهلمُّوا إذن...هلمُّوا و يحيا الوطن. [email protected] facebook: Fathi ZGHAL