ما رأيكم في عصابة من اللصوص الذين جعلوا من الجريمة ديدنهم ومن الرذيلة طبعهم، اجتمع فيهم المثقف و الجاهل، المتعلّم و الأميّ، الكبير و الصغير، الرجل و المرأة، الذكيّ و البليد ، كلهم اصطفوا تحت راية زعيم جمع كل صفاتهم و زاد عليها المكر الذي يفتقدونه بقدر ما زادت حصته منه عليهم. وما رأيكم في أنّه و ما إن أقسموا قسم النذالة الذي يبدأ مثل قسمنا بذكر الله، و ينتهي مثل كلامنا بآية من آيات الله حتى بدأوا ينهبون و يقتلون و يسجنون و لأرض الله يخرّبون و لنعمه يكنزون و لأنفسهم يقسمون و لغيرهم يمنعون و يحرمون إلا الفضيلة التي و إن جادوا بها فلا تكون سوى جزاءا على ولاء أو منّة على حساب... و ما رأيكم أنهم و هم في غمرتهم ساهون، و بعذرية بلد يعبثون، تنادوا بينهم على ضرورة توسيم بعضهم بعضا، و إطلاق ألقاب شرف و علم و مكانة على بعضهم من بعضهم، و تعليق مختلف صنوف النياشين على صدور بعضهم... حتى أصبحت سافلتهم “دكتورة” يقولون عنها أنها سابقة عصرها و يطبّلون لها بأجود أنواع البندير في تلفزاتهم و إذاعاتهم و جرائدهم ... حتى فاح منهم الكذب، و كُشف عنهم الرّيب، و عمّ بينهم التواطؤ على الشّرّ مثل ما عمّ في أهل صالح أو لأقل أكثر... ثمّ ما رأيكم أنه و قبل مغرب يوم عظيم اختلط دم شعب بأرضه، هرب زعيمهم الذي علّمهم السحر و الذي كانوا يبنون له صرحا لعلّه يطلعه إلى ربّ موسى، ولأنّه كان خائفا جزوعا، لم يأخذ عصابته معه على حماره لقلّة حيلته، و لكثرة اللصوص و الحمار واحد... لكن ما رأيكم أن اللصوص و أمام ما وجدوا أنفسهم فيه من خزي و خوف ارتسموا لأنفسهم خطة سمّوها “خطّة الركوب و الهروب دون هروب” و التي تقوم على أن يركبوا على كل من يرونه يشبه حمار سيدهم، يقنعونه بأن حياته ستتغيّر و هم يبيعونه بذلك الهوى، فيترنّح لهم، فيركبوا ظهره شيئا فشيئا إلى يصبحوا عليه و أرجلهم ممدودة حوله، و ها هم عليه و على غيره من الذين يشبهوه جنسا .... و ما رأيكم أن الشعب الذي قلت لكم أنّه نزف دما منهم و من أفعالهم، مازال منه إلى هذه اللحظة من يتفرّج على الراكب و المركوب دون عقل أو فكر ...أو لنقل له العقل و الفكر لكن ... به صمم. فيا عجبي. فتحي الزغل