دخل اليوم أكثر من 80 ألف أستاذ تعليم ثانوي و أستاذ تربية بدنية في إضراب عن العمل بيومين يأتي تلبية لقرار الهيئة الإدارية الأخيرة لقطاع التعليم الثانوي بسبب عدم تلبية وزارة التربية والتعليم جملة من مطالب الأساتذة المادية والمعنوية وعدم توصل سلسلة الإجتماعات واللقاءات التي جمعت النقابة العامة للتعليم الثانوي بوزارة الإشراف إلى إيجاد حلول وبوادر تفتح الأفق أمام القاعدة الأستاذية وطرحت عديد التساؤلات بين أوساط الاولياء : لماذا هذا الإضراب ؟ وللإجابة كان لابدّ من التعرّف على الاسباب التي دعت له ولعل من الاسباب الرئيسيّة الإعتداءات المتتالية على رجال التربية التي أصبحت غير معقولة وغير مقبولة ومن الحيف ان يتعرّض رجل التربية إلى هذا السيل من الإحتقار والعنف حتى اثناء تقديم واجبه وقدمت النقابة الجهوية تفصيلا لحجم الاعتداءات التي طالت المربين من ذلك ما حصل بمعهد الحزق حيث اقدم تلميذ على ضرب استاذته وتعنيفها ورغم أنه حكم عليه ابتدائيا بثلاثة أشهر سجن غير نافذة مازال مجلس التربية لم يحسم في طرده لحجم الضغوطات الخارجية.. كما وقع تعنيف مديرة اعدادية 13 اوت لفظيا بما يندي له الجبين أمام الملأ من طرف ولية أرادت أن تنتقم بيدها من أحد التلاميذ كان قد عنف ابنها ومنعتها تربويا المديرة من ذلك.. واستدعيت استاذ ة بمعهد 15 نوفمبر إلى تحقيق أمني اثر شكاية احد الأولياء النافذين فقط لأن الأستاذة أصرت أن تعيد فرض المراقبة لابنته التي تعودت إجراء فروض التاليفية فقط واعتبرها هرسلة نفسية.وعاش مدير اعدادية الحبيب بورقيبة حالة من الفزع حين هم ولي بذبح اخته على الملأ في الساحة حين علم بكثرة غيابها. . والقائمة تطول مما يصبح قانون تجريم الاعتداء على المربي ضرورة ملحة.. الأستاذ ورجل التربية عموما في دفاع عن النفس أمام الهمجيّة التي أصبحت تسود المؤسّسات التربويّة ولم يعد بمقدروه تأدية رسالته النبيلة لإعداد شعب إلى المستقبل وهو يعيش الهرسلة وعدم الإحترام خاصّة إذا جاءت الإعتداءات من طرف الاولياء النافذين إضافة إلى مجموعة من المطالب التي لم تسعى وزارة التربية إلى تنفيذها رغم الاتفاقيات المبرمة بين الطرفين ويبقى الإضراب حقا مشروعا لإصلاح المنظومة التربويّة الفاسدة والتي لن تفرز غير مجتمع ضعيف ولا يمكن التعويل عليه في المستقبل