توافد منخرطو الكنام أفواجا منذ ساعات الصباح الباكر لتسوية وضعيتهم المالية لدى الصندوق. طوابير طويلة واكتظاظ في كل الأماكن. تعالى الصراخ وتبادل السباب وفي بعض الأحيان تشابكت الأيدي للظفر بمكان أمام المكاتب والشبابيك.فوضى عارمة:عليك بجدولة ديونك المتخلدة بذمتك لتجاوزك"السقف" .لا تدري أية وجهة تقصد.تسأل ثم تسأل…تجدك فجأة في زحام أمام مكتب لتظفر بعد طول انتظار بالموافقة على الدفع على أقساط. ثم بعد ؟وجب عليك التسديد الفوري للقسط الأول لدى أحد الشباكين .جلبة وازدحام وتشنج …القاعة التي لا تكاد تتسع لبضع أفراد تعج بالذين هبوا من كل حدب وصوب بعد أن علق "الكنام"كل الخدمات الصحية لهؤلاء رغم الخرق الصارخ للقانون لا تزال كرامة المواطن كلمة جوفاء في هذه البلاد …رغم كل الدماء والمشكل هو إنعدام النظام وإنعدام إحترام المنخرطين والروتين الإداري القاتل الذي ذهب بما تبقّى من صلابة أعصاب المواطن فالمساس بصحّته خطّ احمر لا يمكن تجاوزه وعلى الكنام أن يبدي ليونة في تعامله مع المتخلّفين عن دفع تجاوز السقف الأقصى للمصاريف ومراجعة هذه المنظومة الفاسدة والمستغلّة لأهم ما يمكن للمواطن الحفاظ عليه وهي الصحّة ولما لا يقع التمديد في الآجال وتمتيع الحرفاء بستّة اشهر مثلا كي يقوم بعمليّة الخلاص وتمتيعه بحقوقه حتى يخف الحمل عن الكنام عوض هذه الفوضى وحتى لا يبقى المواطن معلقا بين قوانين ظالمة ومكاتب عاجزة عن تلبية هذا الكم الهائل من الطلبات