" قصائدنا بلا لون بلا طعم بلا رائحة إذا لم يفهم البسطاء معانيها فأولى أن نذر بها و نخلد نحن للصمت " كلمات قالها درويش و نحن خلفه نردد النشيد : "مدارسنا بلا لون بلا طعم بلا فائدة إذا لم يفهم البسطاء معانيها… تلاميذنا بلا فخر أفلاذ أكبادنا وإن لم يكونوا كما كنا نحن لآباءنا فأولى بنا أن نطوي دفاترنا". يكفينا ما قاله أحمد شوقي عن المربي: " أرأيت أوفى أو أجل من الذي *** يبني عقولا و ينشئ الأحلاما " . فإمض إلى حال سبيلك يا مازني أو فأقلب صفحات الكتب وتعلم العبر و الأدب…. " يمازحنا " المازني " متحذلقا " ماذا يعلمنا الأستاذ ؟ و أتخيله واحدا من التلاميذ في القسم و أجيبه بكل بساطة و بلا عنجهية .. أعلمك يا صغيري كيف يكون الحرف سلاحا ينقلك من ضفة الجهل إلى ضفة النور؟ أعلمك كيف تكون فاعلا في محل رفع دائما لا ترفع هامتك إلا بالعلم.. أعلمك ألا تكون جارا مجرورا بكسر يخذلونك و يكتالون لجينك.. (و يبيعوا القرد و يضحكوا على شاريه) أعلمك كيف تكون مبتدأ مرفوعا ليخبروا عنك في محافلهم الدولية و كيف تكون مبدعا صغيرا و أسعد كثيرا حين أراك في برامجهم علما يزين المحافل و يحني الجبين لمن علموه . أعلمك يا صغيري كيف تحبل لغة الضاد بلا مواسم و تلد القرآن الكريم فتذكر و ليتذكروا " فإن الذكرى تنفع المؤمنين " أعلمك كيف تزهو بلغتك العربية لتكون تاجا على رأسك لتكون عربيا أصليا لا تسخه من الف نسخة…أعلمك كيف تنسج من اللغة دررا و من الحروف عناقيدا حتى لا تكون نكرة أو نسيا منسيا. "أعلمك كيف نحب البلاد كما لا يحب البلاد أحد… صباحا مساء و يوم الأحد" و لا أحد غيرنا يعرف ذلك الإحساس الحلو الجميل: كيف يكون حين يصعد التلميذ منصة التتويج فترفل قلوبنا و تصفق ضلوعنا قبل أكفنا.. و كيف.. و كيف…؟ أعلمك و أعلمه كيف لا يضجر التلميذ من حصة الدرس و يخطئ سهوا و هو يرفع إبهامه يخاطب أستاذه كما يجاطب أبا روحيا فيثلج صدره ببرد اليقين.. " إنا لا نعلم التلاميذ العلم بل نعلمهم الحب " يامسكين هل تعلم يا صغير كم مرة قالها ألف تلميذ لألف أستاذ أنت مثل أبي . أحبك سيدتي مثل أمي ؟ هل ترى عقلك الصغير يصدق ما أقول و ما لم أقل ؟ سجل إذا في رأس الصفحة الأولى و أفهم و أول كما تشاء أو يشاء خيالك الفسيح . "لا بأس" عليك يا مازني لو راجعت نفسك قليلا و فكرت كثيرا أو تدبرت مليا و حفظت عن ظهر قلب ما حفظناه و ما آمنا به إيمانا جازما "من علمني حرفا صرت له عبدا " قم يا مازني الى السبورة و لا تكن مهرجا و تخلص قليلا من عقدة البروز و أكتب بلا طبشورة هذا بيت القصيد. إغمس سبابتك في عرق جبينك خجلا و أكتب . قم للمعلم وفه التبجيلا- – كاد المعلم أن يكون رسولا أفق يا غافلا و أقلب صفحة كراسك و أكتب في بداية السطر. بخط جميل و أحفظها عن ظهر قلب و لا تغش في الامتحان. فقف على قدميك…فكر بأؤلئك الذين درسوك و إنحني لسادتك و إعتذر… فما ضرك أن يعاد ترتيب المنظومة التربوية ليعود للأستاذ راتب لرتبته اللامرتية في القانون الدولي؟ ما ضرك إذن؟ " لا بأس عليك " إن أضحكت رعاع قوم قال عنهم فقيه حكيم " هذا زمان سقط فيه الفاضل و رفع فيه الساقط" فأولى بك و أولى أن تتعلم كيف تذوب الشموع لتضيء درب الآخرين . فتبا و ألف تب للجاحدين و لفضل الأستاذ ناكرين و على إحتجاجاتهم غاضبين و صبرا فصبرا و ما صبرك إلا لرب العالمين إنا باقون على صدورهم جاثمون فإما أن نكون نهرهم العالي و إما فلينحدروا إلى الشطآن ضمآنين" عاشقة الضادّ