أكد الدكتور الحبيب بوجناح رئيس الجمعية التونسية للصحة والبيئة خلال مائدة مستديرة انتظمت مؤخرا في تونس حول موضوع ” الذبذبات الالكترومغناطيسية والصحة”على خطورة هذه الذبذبات المنبعثة من الجوال والحاسوب والهوائيات وقال الدكتور بوجناح أنه من الضروري أن يتم، كإجراء وقائي، ضبط إطار تشريعي لحماية الأشخاص من الآثار الضارة لهذه الذبذبات، موضحا أن المواطنين غير مدركين حقيقة لحجم هذه المضار والمخاطر على صحتهم وعلى المحيط الذي يعيشون فيه وذلك على المدى المتوسط والبعيد. وأشار، من جهة أخرى، إلى أن الدراسات المنجزة في هذا المجال عادة ما تكون غير دقيقة ومتضاربة باعتبار التطور السريع جدا للتكنولوجيات الحديثة، مشيرا إلى أن هذا التطور يتجاوز قدرات الباحثين الحالية في مجال تقييم المخاطر. وأضاف أن الرهانات الاقتصادية الكبيرة الماثلة أمام مصنعي هذه التكنولوجيات، يدفعهم إلى ممارسة ضغوط كبيرة على الباحثين والخبراء، وهو ما يفسر غياب الشفافية في البحوث وفي النتائج المنشورة. وقال أيضا أن الشعور بالخطر يتضاءل مع الحاجة إلى هذه التكنولوجيات، مشيرا إلى أن مستعملي هذه الوسائل ينسون التداعيات السيئة المنجرة عنها مثل تلوث المحيط والانعكاسات السلبية على الصحة ويقتصر تفكيرهم على فوائدها فحسب غير منتبهين إلى المضار التي قد تنتج عنها. وللتوقي من هذه المضار، يتعين تعزيز عمليات التحسيس بالمخاطر، وتجنب الهاتف الجوال عندما تكون المكالمة غير واضحة، وتغيير الأذن دوريا عند استخدام الهاتف، والابتعاد عن المكالمات الطويلة وغير المجدية، وتجنب وضع الهاتف في الجيب أو في الحزام وخاصة عند الأطفال والمراهقين لأنها قد تكون لها انعكاسات على الأعضاء التناسلية وعلى الخصوبة، إضافة إلى المخاطر على السمع والمخ ومخاطر الإصابة بالسرطان وبسرطان الدم. وأوضح الدكتور بوجناح ان الدراسات أثبتت أن إمكانية الإصابة بسرطان الدم تكون أعلى لدى الأشخاص القاطنين على بعد أقل من 500 أو 600 متر من الخطوط ذات الضغط العالي، علما وان عددا كبيرا من المساكن في تونس توجد تحت هذه الخطوط. وأكد على ضرورة منع تركيز هوائيات رفع طاقة شبكات الهواتف الجوالة على بعد أقل من 100 متر من المساكن وخاصة من المدارس والمستشفيات، ملاحظا ن انعكاسات الذبذبات على صحة الإنسان ليست حينية، وإنما تتراكم لتظهر على المدى المتوسط والبعيد