تصل الى مصالح المراقبة بوزارة الصحة العمومية تشكيات كثيرة من المواطنين بسبب تركيز محطات الهاتف الجوال قرب منازلهم. وأفادت السيدة آمنة حلمي مباركي رئيسة قسم مراقبة مكافحة التلوّث بإدارة حفظ الصحة وحماية المحيط ان التشكيات تصل بصفة يومية وبكثافة مهولة خاصة بتونس الكبرى. ويرغب المواطنون في ازالة هذه المحطات ظنّا منهم ان لها اضرارا صحية كبيرة. وذكرت انه بناء على ذلك تشرع وزارة الصحة العمومية بالاشتراك مع وزارة البيئة والتنمية المستديمة قريبا في إعداد دراسة حول التأثيرات البيئية والصحية للاشعاعات الصادرة عن خطوط الضغط العالي للكهرباء وشبكات الهاتف الجوال. وتبحث الوزارة من ورائها في تحديد مستوى الاشعاعات الصادرة عن هذه المحطات قياسا بالمستوى العالمي وحسب المواصفات العالمية التي حددتها المنظمة العالمية للصحة العمومية. كما سيتم البحث في المسافات التي تفصل بين هذه المحطات ومدى تأثيرها على الصحة. دراسة ومنشور وأشارت السيدة آمنة الى ان هذه الدراسة تأتي كمكمّل للدراسة الوطنية التي تجري حاليا بتونس الكبرى وهي عبارة عن بحث تقييمي لوضعية المحطات الموجودة ومدى تأثيرها على الصحة بصفة فعلية. وأضافت انه الى جانب ذلك صدر منشور مشترك عن وزارة الصحة العمومية ووزارة تكنولوجيات الاتصال تضمّن توصيات وقائية تخصّ تركيز هوائيات محطات شبكات الهاتف الجوال الرقمي. ومن اهم التوصيات التي جاءت فيه تجنّب تركيز الهوائيات قبالة الشرفات والنوافذ والحواجز المعدنية التي من شأنها عكس الذبذبات ومضاعفة مضاعفاتها المحتملة. ويمنع كذلك تركيز الاجهزة على مسافة اقل من 100 متر من بعض المواقع كالمؤسسات التربوية ورياض الاطفال والمستشفيات. وايضا تركيز سياج حول اجهزة الالتقاط الخاصة بشبكة الهاتف لمنع دخول اشخاص اليها ووقاية القائمين بأعمال الصيانة اضافة الى وضع علامات خطر وتركيز اشارات حول هذه الاجهزة. وذكرت ان الوزارة حاليا تستعد لعملية تسجيل قيس الذبذبات لان هذه العملية تستوجب اجهزة وتكوينا للقيام بها. وخلصت الى القول بأن التشكيات الكثيرة تعكس مخاوف المواطنين التي لم تثبت الى حد الآن لا الدراسات العلمية ولا الوطنية اضرارها الصحية.