كلنا يعرف أن الاتحاد العام التونسي للشغل، يسبح على بحيرة من الأموال هي في الأصل، ناتجة عن انخراطات الشغالين، وهذه الأموال – ومنذ عهد الرئيس بورقيبة رحمه الله -عوض أن تصرف في ما ينفع البلاد والعباد أصبحت تصرف في ملذات النقابيين المستكرشين ( مكاتب فاخرة، وسيارات، وبنزين، وندوات في الفنادق...)ويكفي أن تعرفوا أن المقر الجديد للاتحاد بلغت تكاليفه إلى حد الآن 20 مليارا(20 مليون دينار)كان الأولى أن تدعم مواطن الشغل أو تدعم أجور العمال الفقراء...ولكن في الوقت الذي تعمل فيه قيادة الاتحاد على تبديد أموال الشغالين، نراها تدفع العمال المسحوقين في البلديات وغيرها إلى ليّ ذراع حكومة الشعب المنتخبة شرعيا بمطالب تعجيزية، الغاية منها ليس تحسين وضعية العمال بل تحقيق أجندات سياسية يسراوية لم تعد – بعد انتخاب قيادة جديدة يسارية متحزبة- تخفى على أحد. إنّ حكومة غالبية الشعب التونسي المستهدفة من اتحاد اليساريين الفاشلين، مطالبة بأن لا تكون واسطة بين الاتحاد والشغالين في جباية الأموال التي يوظفها في تخريب البلاد وتهديد السلم الاجتماعي. عليها – ونحن نعيش التعددية النقابية -أن تمتنع عن اقتطاع أموال الانخراطات لتقوم كل منظمة شغيلة بجمع تبرعاتها مباشرة من منخرطيها. وبذلك تقطع الشريان الذي يغذي القيادة اليسراوية، هذا الشريان الذي أصبح خنجرا مسموما في خاصرة الشعب التونسي المسكين الذي يكتوي اليوم بنارين: نار التطرف السلفي ونارالتطرف اليساري.