كان في الحسبان ان يؤدّي وزير الداخليّة السيد ناجم الغرسلي زيارة إلى ولاية صفاقس قد ترفع القليل من الضيم الكثير الذي تعاني منه منذ عدّة عقود ولكن الزيارة الغيت أو تأجّلت ومن قبلها ألغيت زيارة وزير التجارة الذي كان سيفتتح الصالون المتوسطي للبناء "MEDIBAT"(أكثر من 30 دولة مشاركة و80 ألف زائر) …وزير الشباب والرياضة كان سيزور صفاقس وفي البرنامج زيارة لمكان إحياء المدينة الرياضية وملعب المهيري واشكالية السبورة اللامعة لكن الزيارة تتأجل… هذه الزياراة الملغاة لم تجد صدى في صفاقس وفي اهل صفاقس لأنهم كالعادة لا ياملون منها شيئا ولأن مشاكل صفاقس أكبر من زيارة مسؤول تختفي فيها كل مظاهر الخلل في المدينة والفضل يعود لمسؤولينا الجهويين البارعين في إخفاء الوجه الماسوي الحقيقي لصفاقس …. صفاقس التلوث …صفاقس الفضلات المنزلية المتراكمة…صفاقس الطرقات بها كل أنواع التضاريس من الهضاب الى الحفر العميقة…صفاقس حركة مرور… …صفاقس بنية تحتية مهترأة لا تليق بمدينة مليونية…ولأن معاناة صفاقس لا تنتهي لأن معاناة صفاقس ليست التلوث فحسب وليست الفضلات المنزلية المتراكمة فقط ولأن معاناة هذه المدينة تمتد الى أشياء أخرى لا يراها المواطن العادي فالمسألة تتجاوز قنطرة لم تنجز إلا بعد 7 سنوات وتتجاوز الطرقات و حركة المرور التي تزداد اختناقا يوما بعد آخر … لا يا سيدي المسؤول مدينة صفاقس بها مشاكل عديدة وعديدة جدّا مشكل صفاقس إحساسها بالظلم وبالإحتقار مشكلها التعامل الفوقي مع مشاكلها الازليّة …مشكلها مع الجباية والتعليم والصحة والرياضة والفقر والمناطق الصناعيّة …مع الإجرام التي تاصّل واصبح خبزا يوميا ..مع النزوح الإجرامي الذي سيدكّ اركان المدينة …مشاكلها في الحنفيّة التي تقطر ماء أصفر وفي هوائها الذي يقطر سموما … مشكلها في بعض العائلات التي تحاصرها المياه ولا تستطيع الإلتحاق بالمدارس والجامعات وهي على بعد 10 كيلومتر من مقر الولاية …مشاكلها تراكمت منذ عقود ولن تحلّها زيارة وزير ولا حتى رئيس الدولة ….فقط فعّلوا لنا المشاريع التي وُعدنا منذ عقود وأتمّوها فحقّنا في هذا الوطن كحق جميع التونسيين وألغوا زياراتكم كما تشاؤون ….انقذوا سكان ولاية المليون ساكن وكفاكم جرماً في حقنا