عودة من جديد إلى شاطئ القراقنة بصفاقس …هذا الفضاء الطبيعي الذي يعتبر منّة من السماء إلى الصفاقسيّة ولكن الإرادة لدى مسؤولي الجهة جعلت منه نقمة لأهل المدينة المنكوبة في كل شيئ حتى في مسؤوليها …فقد تحوّل هذا الفضاء بفعل فاعل إلى بؤرة لجميع انواع الجرائم ففيها المتاجرة بالمخدّرات والخمر وفيها يباع الجنس على قارعة الطريق وفيها يجول البانديّة بكل حريّة واصبح المكان محطة رسميّة للشاحنات الثقيلة التي زادت من تعكير البيئة بما تنفثه من ادخنة وتثيره من غبار وممارسات بعض اصحابها المنافية للاخلاق والمتضرّر الرئيسي هم التجار واصحاب المقاهي المحاذين للمكان الذين اصبحوا يغلقون محلاتهم في ساعة مبكّرة فرارا مما يمكن ان يتعرّضوا له من مضايقات وهكذا خسرت صفاقس كورنيشا جميلا لا يتطلب غير قليل من الوعي بأهميته وإرادة فولاذيّة لتطويعه لخدمة السياحة الداخليّة وخلق مكان لائق للعائلات تتوفّر فيه المقاهي العائليّة وفضاءات الالعاب للأطفال وحملات تنشيط تحيل ليلها الداكن الحزين إلى ليالي قمريّة جميلة يحلو فيها السهر ويشعر فيها المواطن بالطمانينة على ضفاف بحر جميل … هذا حلم وحلم مشروع كتبنا بشانه عديد المرّات ولكن غياب الإرادة وعدم التعامل الجدي مع هذه الهبة الإلاهيّة جعل المكان مقفرا صفصفا تنعق فيه غربان الليل ونساء الهوى ومتعاطي الرذيلة والمخدّرات ويجول فيه البانديّة ويصولون كما يشاؤون وذلك حظ صفاقس الذي صنعه الصفاقسية بأيديهم ولا يلومون غيرهم