المعروف أن شهر رمضان المبارك هو شهر الخير و البركة حيث يحرص جميع المسلمين في كل بقاع الأرض اغتنام فرصة مجئ هذا الشهر للتفرغ للعبادة فيه باستمرار . ورغم الظروف العملية وغيرها من الظروف التي يمكن أن تحول بينهم وبين قضاء أطول وقت في العبادة خلال هذا الشهرالكريم ، فانهم يستعدون لاستقباله قبل عدة أشهر من مجيئه وذلك لما يحمله من معاني وقيم سامية لدى المسلمين تتمثل في فريضة الصيام التي يتقرب فيها العبد لربه طوال الثلاثين يوما. في هذا الشهر الفضيل الجميع يحرص على تلاوة القرآن والاكثار من الصلوات بجانب الصوم ومن الناس من يعتكف في المساجد في العشر الأواخر حرصا منهم على اغتنام فرصة هذا الشهر العظيم. أما حال الجاليات العربية المسلمة والطلاب والمبعوثين بمدينة بكين كحال غيرهم من المسلمين في شتى بقاع الأرض، فهم يحرصون على أداء فرائضهم من صوم وصلاة في هذا الشهر رغم ظروفهم العملية والدراسية المزدحمة إلا أنهم يعملون على خلق أجواء رمضانية عسى أن تكون شبيهة إلى حد ما بتلك التي توجد في أوطانهم ، فتجدهم يحرصون على إقامة موائد افطارجماعية القصد منها توفيرالاجواء الحميمية بينهم وابعاد احساس الغربة عنهم بقدر الإمكان في شهر عرف عنه " تجمع الجميع" والعودة إلى ديارهم من أجل قضاء هذا الشهر الفضيل بين أهليهم في أجواء يسودها الود والمرح ، كما يحرصون على أداء صلاة التراويح في المسجد أيضا من أجل التلاقى مع الجميع وأداء صلاة التراويح في أجواء عربية خالصة باحدى مساجد الصين و لعل اشهرهم مسجد نيوجيه بشارع البقر في العاصمة الصينيةبكين في هذا الشهر الفضيل ، الأجواء الروحانية التي يستمتع بها الجميع أثناء أدائهم لصلاة التراويح بالمسجد ، تزيدهم قوة و ايمانا و راحة نفسية ، فبعد الانتهاء من صلاة التراويح يجتمع الناس مع بعضهم البعض و يلتقون باخوانهم و اخواتهم من العرب ومن مختلف البلدان و يتجاذبون أطراف الحديث عن رمضان واختلافات الأجواء الرمضانية ما بين الصين ودولهم وكيفية قضائهم لهذا الشهر الفضيل بعيدا عن بلدانهم و اهاليهم أخوية هي التي تنسيهم الغربة و بعدهم عن اقاربهم و تبقى فقط تلك الأجواء الرمضانية الرائعة بين الصينين و اخوانهم من العرب و حتى الأجانب المتواجدين في بكين .