يتواصل منذ 20 فيفري الماضي اعتصام مفتوح بمقر المندوبية الجهوية للتربية بصفاقس للمعلمين النواب والمتعاقدين بالجهة الذين يطالبون وزارة التربية بتفعيل الاتفاقيات الممضاة بينها وبين النقابة العامة للتعليم الأساسي والقاضية بإدماجهم في المنظومة التربوية. ومنذ 13 مارس، وأمام ما وصفه المعتصمون بتجاهل الوزارة لمطالبهم وعدم جديتها في التعامل معها، فقد اضطروا إلى غلق مقر المندوبية أمام المواطنين والموظفين. ونظرا لما انجر عن ذلك من تعطيل لمصالح المواطنين ورجال التربية بالجهة الذين يبدو أنه لم تُصرف رواتبهم بعد، فقد تدخلت النقابة الجهوية للتعليم الأساسي بصفاقس لإقناع المعتصمين بفسح المجال للموظفين للالتحاق بمراكز عملهم والعودة إلى الاعتصام السلمي. وبالفعل، فقد فُتحت أبواب المندوبية منذ مساء الخميس الماضي، إلا أن الموظفين لم يلتحقوا بمكاتبهم وبقيت دار لقمان على حالها. موظفو وإطارات وعملة المندوبيتين الجهويتين للتربية بصفاقس 1 و2 اجتمعوا يوم الجمعة بالمركز الجهوي للتربية والتكوين المستمر بصفاقس، وأعلنوا حسب بيان تلقينا نسخة منه رفضهم العمل ما لم يغادر المعتصمون مقر المندوبية. السيد رابح واردة الكاتب العام للنقابة الجهوية للتعليم الأساسي بصفاقس عبّر لنا عن استغرابه لمثل هذا البيان الذي يأتي -حسب تعبيره- استجابة لتعليمات المندوب الجهوي للتربية والذي يتناقض مع قرار الحكومة القاضي بالسماح بأي اعتصام ما لم يعطّل العمل وما لم يخرج عن إطاره السلمي متسائلا بكثير من الطرافة والجدية في نفس الوقت: ماداموا يرفضون احتجاجنا في عقر دارنا، فأين لموظفي وزارة التربية أن يعبروا عن احتجاجهم؟