بعد إغلاق لمدة أسبوعين نتيجة لاعتصام المعلمين النواب والمتعاقدين بالجهة، عادت الخميس 29 مارس الحياة إلى المندوبية الجهوية للتربية بصفاقس1. فإثر مفاوضات دارت خلال اليومين الماضيين مع المعتصمين قبلوا فيها مواصلة اعتصامهم في خيمة نُصبت خارج مقر المندوبية، التحق صباح اليوم الموظفون بمكاتبهم ليُباشروا البريد المتراكم منذ أيام واستخراج الوثائق الإدارية لطالبهيا إلى جانب إعداد أجور شهر مارس. وقد اكتظت المندوبية صباح اليوم بالأساتذة والموظفين والإداريين والعملة التابعين لوزارة التربية والمباشرين بولاية صفاقس مستنكرين تأخر صرف الرواتب خاصة في ظل غلاء المعيشة وتدهور القدرة الشرائية للمواطن بالإضافة إلى ارتباط أغلبية الموظفين بالتزامات بنكية وغيرها قد يُؤدي عدم الإيفاء بها إلى إشكاليات هم في غنى عنها. عدد من المحتجين أصروا على ضرورة كشف حقيقة من يقف وراء مثل هذه الاعتصامات ووراء الزج برجال التربية في تجاذبات سياسية ونقابية هم منها براء، محملين النقابة الجهوية للتعليم الأساسي بصفاقس التي تبنت مطالب المعلمين النواب والمتعاقدين مسؤولية ما حصل. فيما ذهب البعض إلى تحميل المسؤولية إلى الصراع القائم بين النقابتين الجهويّتين للتعليم الأساسي والثانوي بصفاقس حول موقفهما من المندوب الجهوي للتربية بصفاقس1 وتعاطيه مع عدد من المسائل التربوية بالجهة. وفي معرض رده على تدخلات المحتجين، أكد السيد رضا بسباس المندوب الجهوي للتربية بصفاقس2 أنه بعيدا عن التجاذبات السياسية والنقابية، فإن ما يجمع رجال التربية بالجهة هي الراية الوطنية، وتبعا لذلك، فإنه لا يحمل المسؤولية لطرف معبّرا عن استعداده التام للمسائلة والمحاسبة. وبغض النظر عن الطريقة التي اعتمدها المعتصمون، فقد أكد المتدخل تضامنه المطلق مع مطالبهم التي وصفها بالشرعية ولا مجال في التشكيك في مشروعيتها. وأما عن استئناف العمل بالمندوبية، فقد أشار إلى أنه ثمرة عدد من الجهود والمفاوضات شكر كلّ من ساهم فيها مؤكدا أن الموظفين الذين انطلقوا في العمل منذ الساعة السابعة من صباح اليوم على استعداد تام لمواصلة العمل أربع وعشرين ساعة على أربع وعشرين لضمان صرف الأجور في أقرب الآجال لمستحقيها.