قال رئيس الحكومة التونسية الأسبق حمادي الجبالي، الوضع الذي تمر به تونس حاليا بالنمط الذي كان يتبعه بورقيبة وبن علي لضرب الحريات، وتكريس الدكتاتورية، ويبدي الجبالي في هذا الحوار مع الشروق الذي التقته على هامش مشاركته في الجامعة الصيفية لحمس، انزعاجا من الخط الذي تنتهجه حركة النهضة، بتحالفها كما يسميه مع قوى الردة، ويفصل المسؤول السابق على الجهاز التنفيذي في قضية ترحيل رئيس وزراء ليبيا في عهد القذافي المحمودي البغدادي. وأبرز ما صرح به الجبالي : " هنالك حقيقة أنه في أول انتخابات أقيمت بعد الربيع العربي، الموطن اختار التيار الإسلامي، في مصر وتونس وليبيا، الآن ما هو أداؤها؟ نتكلم عن تونس، هنالك قلب للحقائق والادعاء أن حكومة الترويكا فشلت، مستندين في ذلك إلى قولي فشلت، وهذه صناعة الدعاية لا غير، هم يلتقطون كلمة ويخرجونها عن سياقها. أنا قلت فشلت في إقناع الترويكا بأن تجري تحويرا وزاريا، وهذا فشلت فيه بما في ذلك مع حزبي، ما اقترحته أن نعمل إصلاحات ونبعد الحكومة من التجاذبات، نحن لم نفشل، بل نجحنا رغم الإمكانيات القليلة، والحرب التي كانت مقامة ضدنا من أول ساعة، كانت الحرب علينا إعلامية واجتماعية واقتصادية وحرب الشوارع، وقطع الطرق والمسيرات والإضرابات بالآلاف من أول يوم تسلمت فيه الترويكا الحكم. وهذه المنظومة الإعلامية، منظومة 7 نوفمبر، لقد كانت تأتيني الجرائد إلى مكتبي، تصور 13 عنوانا كلها بنفس العنوان، كأن رئيس تحرير واحد كان يعد الصفحة الأولى، نفس الصورة… تونس تشتعل نارا الأحمر والأسود، بالله عليهم أين هي الآن؟ أين هو الإعلام؟ أين هي الجوقات المتناغمة؟ أقول لهم لقد نجحنا في الترويكا، لأن الإعلام في عهدها عاش قمة حريته واستقلاله، كانوا يسبون رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزراء سبا بكلام مبتذل يسقط تحت طائلة القانون، وكان هذا هدفهم وأحدهم قال سأسعى أن أكون أول سجين رأي في عهد حمادي الجبالي، وقلت له لن أمنحك هذا الشرف، قلت له سأتركك للرأي العام هو من يحكم عليك، يشرفني انني لم اتدخل يوما لأطلب من صحفي حتى في القطاع العام أن يعد تقريرا ايجابيا عني، أو أن أطلب من القاضي التدخل في قضية مثلما يحدث الآن. على الحركات الإسلامية أن تراجع نفسها، وتنتقد نفسها، أقول لهم حاكموا أنفسكم قبل يحكم عليكم التاريخ، أقول لهم كذلك راقبوا أنفسكم، أصلحوا أنفسكم، كونوا مشروعا للدولة وللوطن قبل ان تكونوا مشروعا فئويا أو حزبيا. لا تبنوا مستقبلكم على الخوف، ولا تبنوا مستقبلكم على الصراع الأيديولوجي والاستقطاب. يجب أن نكون لصالح البلاد وخدمة البلاد وليس لخدمة الحزب، وحتى مفهوم الانتماء يجب أن يتوسع، لأن الجميع أبناء تونس، لا يجب أن نعين هذا، لأنه من النهضة أو نقصي ذاك، لأنه من خارج الحركة، نقول الجميع أبناء الوطن، وكلها أحزاب وطنية، وعلى الحركات الإسلامية كذلك أن تركز على الإصلاح الداخلي."