تونس (وات) يحتضن متحف مدينة تونس /قصر خيرالدين/ هذه الأيام والى غاية 3 جوان القادم معرضا طريفا لا ينتمي الى الفن التشكيلي بقدر ما يندرج ضمن ابداعات الصناعات التقليدية يحمل عنوان /صناديق ولوح تونسي مزين/. هذه الصناديق وعددها 47 الى جانب 30 مرفعا جمعها محمود المسعودي مصنوعة من اللوح المزخرف والمزركش كانت تؤثث المنازل القديمة لحفظ الادباش والعقود والاشياء الثمينة كما تستعمل احيانا للجلوس. وفي المعرض ايضا / حجامات/ أو مقصورات ذات ابواب مزخرفة ومرافع توضع عليها القناديل والشاشية وقوارير العطر وكلها أشياء تراثية بعضها من اصل بربري واخر حضري مستوحى من العهود الاندلسية والعثمانية والقيروانية ومنها جاءت صناديق عبادة المزوقة بالخط المحفور في احالة الى التراث القيرواني. ومما زاد في رونق المعروضات تقادمها وتأكل ألوانها بفعل الزمن فبعض القطع ربما يعود عهدها الى اكثر من قرن لكنها احتفظت بمسحتها الجمالية. هذه القطع التي طالها التقادم تنم عن لمسات يدوية لحرفيين بارعين يرسمون العصافير والاشجار والورود والاسماك وكذلك الرموز والاشكال المختلفة ذات العلاقة بالمعتقدات مثل/يد فاطمة/ وغيرها جمعها المسعودي بكثير من التأني والصبر والحنكة اذ من المعروف ان الرجل له تجربة طويلة في تأثيث وتزيين مداخل المعارض التي يقيمها قطاع الصناعات التقليدية التونسية في تونس والخارج.