مدنين (وات) - لقي اربعة اريتريين حتفهم واتلفت 21 خيمة على اثر حريق نشب على الساعة الثالثة من صباح اليوم الاحد بمخيم الشوشة للاجئين بمنطقة راس الجدير من معتمدية بن قردان الحدودية مع ليبيا وتحديدا بالخيام المخصصة لايواء اللاجئين الاريتريين. ووفق ما افاد به مصدر عسكري رفيع المستوى لمراسلة وكالة تونس افريقيا للانباء /وات/ لا تزال اسباب الحريق غير واضحة وستحددها التحقيقات الجارية حاليا اذ لم يتضح بعد ما اذا كانت بسبب تسرب الغاز او الكهرباء او غيره لكن الثابت ان ما ساعد على انتشار الحريق وتصاعد السنة اللهب سوء الاحوال الجوية التي طغى عليها هبوب الرياح القوية الى جانب نوعية الخيام وما تحتويه من حشايا واغطية وبعض التجهيزات البلاستيكية السريعة الالتهاب التي يصعب اطفاؤها. وتدخل الجيش الوطني والحماية المدنية ب5 شاحنات اطفاء ثلاثة منها توجد على عين المكان واثنتين تم استقدامهما من راس الجدير ومن معتمدية بن قردان الى جانب سيارتي اسعاف وذلك لاخماد الحريق والسيطرة على الوضع ونقل الهالكين وابعاد الناجين للتحكم في الخسائر وانقاذ بقية الارواح. وادخل هذا الحريق الهائل حالة من الذعر والهلع في صفوف اللاجئين الذين فر عدد منهم في حين حاول اخرون المساعدة على اخماد النيران بالتراب وبما اوتوا من امكانيات بسيطة. ولم يخف الناجون من هذا الحريق تذمرهم لما الت اليه وضعيتهم المزرية حيث وجهوا اصابع الاتهام الى تقاعس المنظمات الاممية وتباطؤ المجتمع الدولي في اغاثتهم وايجاد حل سريع بهدف نقلهم من هذه الخيام الى بلدان اخرى خاصة وان من تعرضوا الى نيران هذا الحريق هم من الذين يطلبون اللجوء السياسي لاوضاع امنية تعيشها بلادهم اريتريا. ولئن كان وقع الحادثة ثقيلا على هؤلاء اللاجئين الا انهم اعربوا عن امتنانهم وشكرهم لقوات الجيش الوطني وللمتدخلين هناك لما ابدوه من حس انساني وواجب مهني لحمايتهم وتامين سلامة ارواحهم. ومع بقاء اسباب الحريق غامضة تسربت اشاعات مفادها ان الحريق نشب بفعل فاعل أي بتعمد جنسيات اخرى حرق خيام الاريتريين اذ يفيد بعضهم ان مع منتصف الليل كانت هناك محاولة لحرق خيمة تم اخمادها بسرعة ثم اعيدت الكرة لتكون اقوى في الساعة الثالثة صباحا وتخلف هذه الخسائر المادية والبشرية. وتطرح هذه الحادثة المؤلمة التي سبقتها احداث اخرى اقل حدة مسالة الوضعية الحرجة التي يعيشها لاجؤون فروا من الموت من ليبيا بحثا عن النجاة والسلامة ليجدوا انفسهم عرضة لمخاطر شتى ومهملون يلتمسون تحركا دوليا عاجلا ينظر اليهم كبشر وهو ما دفع احدهم الى القول "لو بقينا في ليبيا ربما كان ارحم".