تونس (وات) تقديرا لانجازاتها في المجال الثقافي ونضالها من اجل تفعيل دور المراة الكاتبة في المساهمة في تنمية مجتمعها،تم مساء الجمعة ببادرة من المركز الوطني للفن الحي بالبلفيدير ،تكريم الكاتبة جليلة حفصية (84 عاما) من خلال مائدة مستديرة انتظمت بفضاء المركز وساهم فيها عدد من اهل الثقافة والفنون من اصدقاء المحتفى بها وحضرها السيد عز الدين باش شاوش وزير الثقافة . وقد صدرت بادرة التكريم من المركز باعتبار ان جليلة حفصية تعد من بين من ساهم بتاسيس هذا الفضاء الثقافي حينما تسلمت مهاما ادارية صلب وزارة الثقافة منذ بداية الستينات من بينها ادارة النادي الثقافي الطاهر الحداد. وبين وزير الثقافة ان المكرمة تعد من ابرز الشخصيات النسائية في تونس وضمن قائمة تعد وجوها ساهمت من موقعها في نحت مكانة متميزة للمراة الفاعلة في مجالها من اجل بناء تونس ما بعد الاستقلال مثنيا على مبادرات المركز في حلته الجديدة ،والذي عاد بقرار من الوزارة الى تسميته الاصلية، في تسليط الضوء على شخصيات يشهد بقيمتها تاريخ تونس وحاضرها . وقد جمعت السيدة سناء تمزيني مديرة المركز في هذا اللقاء شخصيات رافقت حفصية في مشوارها الادبي والصحفي وشخصيات اخرى ممن تتلمذوا عنها ونذكر عبد المجيد الشرفي وحمادي صمود وتوفيق بكار وعبد السلام المسدي ومحمود طرشونة وحاتم بوريال واني بردي وفتحية بكوش... وقد بدت حفصية التي تحدث عنها الحاضرون بكثير من الحميمية الممزوجة بواقعية تترجمهاانجازاتها في المجال النضالي قبل وبعد الاستقلال وكتاباتها العديدة سواء من خلال مؤلفاتها او مساهماتها الجادة والهامة في الصحافة المكتوبة والمسموعة،شديدة التاثر بهذا التكريم التي قالت انه "يرفع معنوياتها ويشعرها بقيمة المبدع وهو يكرم في بلده". وجليلة حفصية ،اول اديبة تونسية تنشر مؤلفا باللغة الفرنسية،تنتمي الى عائلة برجوازية، تزوجت وهي في سن مبكرة وكان طلاقها بداية لانخراطها الفعلي في الحياة النضالية والتي عرفت منعرجا هاما بعد وفاة ابنها الذي قاومت تداعياته الدرامية عليها بالعمل المكثف في مجالات عدة وحضيت بثقة كل من محمود المسعدي والشاذلي القليبي حينما كانا على راس وزارة الثقافة في فترات متعاقبة ،وقد ادارت الى جانب فضاء الطاهر حداد فضاء صوفينيب بقرطاج الذي تعتبره طفلها المدلل. كما تعد مساهمات جليلة حفصية في المجال الصحفي هامة حيث كانت من اوائل مناضلات تلك الفترة في الكتابة بجريدة "لابراس" التي اسست بها ملحقا ضمنته حواراتها مع ابرز الشخصيات الادبية في العالم وفي تونس ومقالات متنوعة حول الشان الثقافي الى جانب استقطابها لعديد الادباء لتعزيز محتوى هذا الملحق.