الحمامات (وات)- مثل موضوع " دور المدرسة في التربية على المواطنة" محور أعمال الندوة الفكرية التي انطلقت فعالياتها يوم السبت بالحمامات الجنوبية ببادرة من ودادية متفقدي التعليم الثانوي بالتعاون مع وزارة التربية والمعهد العربي لحقوق الإنسان. ويتضمن برنامج الندوة التي تتواصل على مدى يومين عدة جلسات علمية وورشات عمل ستبحث سبل تفعيل دور المدرسة في تربية الناشئة على قيم المواطنة وحقوق الإنسان وعلى قيم الحرية والمسؤولية والديمقراطية. كما ستتناول هذه الجلسات العلمية طرق إرساء علاقة تفاعلية بين المدرسة والمجتمع ومحتويات التربية على المواطنة وأساليبها فضلا عن استعراض تجربة نوادي التربية على المواطنة في المؤسسات التربوية. وأشار السيد الطيب البكوش وزير التربية بالمناسبة إلى أن الاهتمام بقضايا التربية على المواطنة أضحى من الأهداف المحورية للسياسة التربوية بعد ثورة الحرية والكرامة مبرزا المكانة الجوهرية للمدرسة في التربية على المواطنة التي لا يمكن فصلها عن التربية على حقوق الإنسان والديمقراطية وفي تجسيم مبدأ المشاركة في الشأن العام. وبين ان الاقتصار على تلقين المفاهيم الأساسية للمواطنة يعد من أهم نقاط ضعف المؤسسة التربوية حيث تبرز الحاجة إلى تطوير التفكير الحر والنقدي وعدم الاكتفاء بحفظ الأشياء خاصة في ظل التحولات العميقة التي تعرفها تونس. وأوضح أن تعزيز تكوين المربي يمثل نقطة استراتيجية في دفع دور المدرسة في التربية على المواطنة باعتبار أهمية دوره في إنجاح مقاربة التربية على المواطنة إذ هو مدعو إلى أن يكون منشطا للحوار ودافعا للنقاش الذي يساعد الطفل والشاب على تبني القيم التي تقوم عليها المواطنة. ودعا إلى تطوير الأطر والقنوات التي تجسم الممارسة الحقيقية لقيم المواطنة انطلاقا من الفضاء المدرسي ولاسيما في إطار مجلس المؤسسات لتكون الفضاء الأمثل لترجمة المبادئ والقيم إلى أعمال فعلية تقوم على الحوار والنقاش والتمثيلية وعلى قبول الرأي المخالف. ومن جهته أشار السيد عبد الباسط بلحسن رئيس المعهد العربي لحقوق الإنسان إلى ضرورة أن تكون التربية على حقوق الإنسان والمواطنة في صلب التحولات الراهنة التى تعيشها تونس والى أهمية تكوين برنامج عمل من اجل إقامة علاقات تقوم على الحرية والعدالة والديمقراطية مشيرا إلى أهمية إدخال ثقافة حقوق الإنسان والمواطنة في حياة الناس وفي المجتمع بعد أن اكتفت عملية نشر ثقافة حقوق الإنسان خلال الفترة التى سبقت الثورة على التعريف بهذه المفاهيم دون ترجمتها إلى واقع معيش.