أي دور للمؤسسة التربوية في نشر ثقافة التسامح والتضامن بين الشعوب؟ أشرف مؤخرا وزير التربية والتكوين السيد حاتم بن سالم على ندوة دولية نظمتها جمعية منتدى المربين بمناسبة الاحتفال بالذكرى الستين لصدور الاعلان العالمي لحقوق الانسان والاحتفال باليوم العالمي للتضامن الانساني والذي اقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 2006 بمبادرة من تونس والذي يصادف يوم 20 ديسمبر وخلال الجلسة الافتتاحية وبعد الكلمة الترحيبية التي تلاها رئيس جمعية منتدى المربين والتي تحدث فيها عن الاطار العام لتنظيم هذه الندوة بالتعاون مع الجمعية الاوروبية للمدرسين رغبة من الطرفين في التقريب بين شعوب المتوسط وجعله واحة أمن وسلام وتضامن بين مختلف فئاته مؤكدا على دور المربي وتعاظم مسؤوليته لفض مشاكل مجتمعه وامتصاص مخلفاتها وزرع الأمل لدى الناشئة. وتحدث وزير التربية والتكوين عن موضوع التنشئة على قيم التسامح والتضامن والتفتح على الآخر مشيرا الى جعل المدرسة مسؤولة عن هذه التنشئة ووضع المربي في محور العملية وانتمائه اليها ملاحظا ان تنشئة التلاميذ تشمل ترسيخ مفهوم الهوية اولا وبناء اسس المواطنة ثانيا فما جاء في قانون النظام التربوي تعبير صريح عن كل هذا اضافة الى التربية على التسامح والعقلانية والفكر النقدي مؤكدا على ان هذه القيم الاخلاقية والمبادئ الانسانية يقوم عليها النظام التربوي وتتحدد بمقتضاها رسالة المدرسة وهي تنطلق من خصائص الشخصية التونسية. وبين الوزير ان ترجمة ما جاء به القانون التربوي الى اهداف تعليمية اقتضت مراجعة كل البرامج الرسمية وذلك بادراج حقوق الانسان وقيم التسامح والتضامن في محتويات المواد الاجتماعية والادبية بصفة صريحة واكد الوزير على ان تحديد الاهداف والغايات ووضع البرامج والمشاريع التربوية عملية ضرورية لكنها غير كافية ووجب ان ينخرط فيها المربي قلبا وقالبا ويؤمن بها ايمانا راسخا تترجم من خلال سلوكاته وممارساته البيداغوجية ومواقفه التربوية فقوة المدرسة وجدوى العملية التربوية تقوم على «المثال» ومثال التلميذ ونموذجه المرشد هو المربي. من جهته نوه السيد عبد الجليل الزدام الأمين العام المساعد للتجمع المكلف بالعلاقات مع الجمعيات والمنظمات بالدور الكبير الذي تضطلع به جمعية منتدى المربين في تنشيط الحركة التربوية وباسهاماتها المتميزة في مختلف مجالات التربية والتكوين خاصة في نشر القيم النبيلة واشار الى ان تونس لم تدخر جهدا في تعزيز التعاون بين الامم عن طريق التربية والتعليم والثقافة حيث تم العمل على تربية الناشئة على مبادئ التفاهم والتعاون الدوليين لان في ذلك تعزيز للسلم والامن. و اكد على ان نشر ثقافة التسامح والتضامن يتطلب نفسا طويلا وذلك لارتباطها بانساق معقدة ومتعددة. وجاء في كلمة رئيس الجمعية الاوروبية للمدرسين ورئيسة فرع بلجيكا للجمعية الاوروبية للمدرسين والرئيس الشرفي للجامعة الحرة ببروكسيل ثناء على ما تبذله تونس لاجل نشر ثقافة التسامح وسعيها للتفتح على بلدان حوض المتوسط وتأكيدا على ضرورة تكوين الشعوب من أجل ترسيخ علاقات التضامن ومبادئ السلم وايجاد مبادرات جديدة لتطوير العلوم البيداغوجية اضافة الى ارساء بنك معلومات مشتركة ثم وقع خلال نهاية الجلسة الافتتاحية امضاء بروتوكول تعاون بين جمعية منتدى المربي والجمعية الاوروبية للمدرسين يتم بمقتضاها تبادل الخبرات والتجارب التعليمية.