تونس (وات)- ينتظر أن تصادق الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي في الأيام القادمة على مشروع العهد الجمهوري. وتؤكد مسودة هذا المشروع بالخصوص على التزام الأطراف التي ستتولى إمضاء العهد الجمهوري بتجسيم مبادىء ثورة 14 جانفي المتمثلة في الحرية والكرامة والعدالة والمساواة، وتحقيق أهدافها في القطع مع الفساد والإستبداد والتبعية، وبناء مجتمع مدني يكرس أسس المواطنة وقيم الجمهورية. ومن أبرز المبادىء التي يتضمنها مشروع هذا العهد أن تونس دولة ديمقراطية حرة مستقلة ذات سيادة، الإسلام دينها، والعربية لغتها، والجمهورية نظامها. كما ينص على أن هوية الشعب التونسي عربية إسلامية حداثية وعلى أن السيادة للشعب يمارسها عبر انتخابات حرة ديمقراطية تعددية وشفافة بما يحفظ التداول السلمي على السلطة. ويعد الفصل الفعلي بين السلطات التشريعية والتنفيذية وضمان استقلال القضاء، وتكفل الدولة بضمان حرية المعتقد وحرية ممارسة الشعائر الدينية، والفصل بين المجال الديني والمجال السياسي، وإعلاء اللغة العربية مع الإنفتاح على اللغات والثقافات الأخرى، من ابرز مضامين هذا المشروع الذي يؤكد كذلك على إقرار مبدأ المساواة بين المواطنين أمام القانون وفي سائر الحقوق والواجبات مع ضمان كافة الحقوق الأساسية للمواطنين والمواطنات وعلى وجه الخصوص حرية التفكير والتعبير والضمير والإعلام والتنظم والاجتماع والتظاهر. وتتعهد الدولة وفق ما جاء في هذا المشروع بضمان الحرمة الجسدية لكافة الأفراد وحفظ كرامتهم وأعراضهم وتجريم التعذيب والعمل على حماية مكاسب المرأة التي نصت عليها مجلة الأحوال الشخصية وتطويرها بتكريس المساواة الكاملة بين الجنسين وكذلك حماية حقوق الطفل وتدعيمها وفقا للمواثيق والمعاهدات الدولية ذات الصلة. أما على الصعيد الاقتصادي فان مسودة مشروع العهد الجمهوري تبرز ضرورة الالتزام بإرساء منوال تنموي قوامه التوزيع العادل للثروات والتوازن الفعلي بين الجهات وضمان الحقوق الأساسية في الشغل والصحة والتعليم وحماية البيئة فضلا عن تكريس حق الأجيال القادمة في الثروة ومقومات الحياة الكريمة وإرساء نظام جبائي عادل وتشجيع البحث العلمي واحترام الحريات الأكاديمية وضمان حرية الإبداع. وتؤكد هذه الوثيقة من جهة أخرى على حماية الإستقلال الوطني والوقوف ضد الهيمنة والعمل على نشر مبادىء السلم والحرية وحق الشعوب في تقرير المصير وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني وتعميق الوعي بالمصير العربي المشترك والتفاعل المتكافئ مع المحيط الإفريقي والمتوسطي والدولي والتصدي لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني.