تونس (وات) - شكل موضوع "الهزل بين الادب والسياسة" محور ندوة احتضنها يوم الاربعاء المجمع التونسي للعلوم والاداب والفنون "بيت الحكمة" بقرطاج بمشاركة ثلة من اهل الفكر والسياسة والاعلام. ولدى افتتاحه اشغال الندوة اكد الاستاذ محمد الطالبي رئيس المجلس العلمي للمجمع ان موضوعها جدير بالاهتمام خاصة وان الهزل مبثوث في الاثار الادبية العربية على اختلاف انواعها منذ القدم مشيرا الى ان الهزل اليوم اتخذ اشكالا تعبيرية جديدة على غرار اغاني الراب ومقاطع الفيديو على صفحات الفايس بوك. وفي مداخلة تحت عنوان " الاضحاك بين متعة الهزل وصرامة الجد ..البخلاء انموذجا" قدم الاستاذ توفيق حمدي قراءة لكتاب /البخلاء/ للجاحظ ابرز فيها ان الاضحاك كان وسيلة الموءلف لتمرير مواقفه الساخرة من الاوضاع السائدة في عصره. ولاحظ ان كتاب "البخلاء" وضعه الجاحظ نتيجة معاناة وتجربة افضت به الى ادراك ان العرب وضعهم خطر لان الفرس حسب ما اورده من صورهم ونماذجهم في الكتاب جمعوا بين النفوذ المالي والتفوق العلمي والسلطة الدينية والسياسية وهو ما حاول ابرازه من خلال شخوص كتابه البخلاء ونوادرهم باسلوب فيه الكثير من الهزل المتماهي مع الجد. وفي ذات السياق استعرضت الاستاذة ريم المرايدي مسالك الهزل التي استخدمها الجاحظ لتمرير مواقفه حيث وردت نصوصه مشبعة بصور كريكاتورية لبخلائه تجعل من القارىء يتعايش مع نوادرهم الطريفة ويتخيل ما يدور بينهم من حوارات ساخرة وكانه يتابع احداث مسرحية هزلية. اما الاستاذ فوءاد الفخفاخ فتطرق الى معاناة شعراء العصر العباسي من الفقر والحرمان والاضطهاد المنعكسة في قصائدهم حيث كانت كتابة الشعر طريقتهم في التعبير عن مآسيهم وتذمرهم ونقدهم للساسة والحكام في عصرهم باسلوب هزلي متهكم. وتحت عنوان "المغالطات المضحكة" تناول الاستاذ ماهر بوصباط ما يمكن ان يتضمنه الخطاب السياسي من مغالطات مستعرضا امثلة لجملة من المقولات السياسية التي يبدو ظاهرها متماسك ولكن باطنها فاسد يخدع المتلقي. وفي مداخلة بعنوان "ابطال السياسة وجوه الكوميديا ..تاملات في صور الرئيس المخلوع الهزلية"اهتم الاستاذ عادل خضر بالصور التي تناقلتها وسائل الاتصال وشبكات الانترنات والمواقع الاجتماعية عن الرئيس السابق ايام الثورة لتدنيسه والقضاء على هيبته.