صفاقس (وات)- تحت شعار "الرسامون لا يبدعون لوحات وإنما يخترعون احتمالات لحياة جديدة" وفي اجواء تنشيطية مميزة انطلقت البارحة فعاليات الدورة 24 للمهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس ( ولاية صفاقس ) بحضور السيد عزالدين باشاوش وزير الثقافة وثلة من اهل الثقافة والفن من تونس والخارج. وافتتح الوزير بالمناسة معرضا اقيم بالرواق البلدي للفنون اشتمل على اعمال تشكيلية متنوعة لنخبة من الفنانين المشاركين في هذه الدورة والبالغ عددهم قرابة 60 فنانا جاؤوا من مصر وسوريا والاردن والعراق والمغرب والجزائر وفلسطين وليبيا والسعودية وفرنسا واسبانيا وايطاليا والولايات المتحدةالامريكية الى جانب تونس. وسيتواصل هذا المعرض الى غاية السبت قبل الاخير من المهرجان المحدد ليوم 23 جويلية قبل ان يفسح المجال لمعرض ثان يشتمل على الاعمال الفنية المنجزة خلال الدورة في نطاق الورشات الخاصة بالفنانين المحترفين . كما ستخصص فضاءات لعرض الاعمال التشكيلية التي ستنجز في اطار ورشات الهواة والاطفال. وتكمن ميزة المهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس في انفتاح التظاهرة على محيطها الاجتماعي ومد جسور التواصل بين الفن التشكيلي والمجتمع حيث يتم تجميع الاعمال المنجزة من منحوتات ولوحات خلال مختلف الدورات السابقة في حديقة الفنون على ضفاف شاطئ المحرس المحاذية للطريق الوطنية رقم 1 وهو ما يعطي ميزة خاصة لمدينة المحرس. وقد ثمن الفنان والناقد التشكيلي المصري سيد هويدي هذه الميزة معتبرا انتصاب الاعمال الفنية لمختلف الدورات على كورنيش المحرس شاهدا على عراقة المهرجان وتجذره في محيطه وتكريسه لارتباط الثقافة والفن بالحياة العامة بما يدحض فكرة نخبوية الفن التشكيلي وانغلاقه وفئويته. كما اعتبر الفنان التشكيلي السوري اسماعيل الرفاعي مشاركته في المهرجان فرصة مميزة لتجسيم فكرة تقاطع التجارب التشكيلية بين عديد المدارس من مختلف الدول مشيرا الى ان هذه المشاركة ستتيح له فرصة بحث تصورات لعمل مشترك بين المهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس و"مؤسسة الشارقة للفنون" التي يمثلها والتي تشتمل على عديد البرامج التي تعنى بالفنون في العالم العربي. وتتضمن هذه الدورة منابر المهرجان التي تمتد من 17 إلى 19 جويلية الجاري تحت شعار "من اجل قيم كسموبوليتية مبدعة" وسيتم خلالها تقديم تجارب عدد من الفنانين التشكيليين وتطارح الرؤى بشانها فضلا عن تكريم الفنانين عادل مقديش وعبد العزيز كريد وسنية الشامخي إضافة إلى المفكر محمد علي الحلواني. وقد قدمت للسيد عز الدين باش شاوش بمناسبة اشرافه على افتتاح المهرجان بيانات حول فكرة مشروع "حي الفنون" الذي اعتبره السيد اسماعيل حابه كاتب عام المهرجان حلما نشا منذ سنة 1991 ولا يزال ينتظر التجسيم. وقد تفاعل الوزير تفاعلا ايجابيا مع هذا المشروع الذي يشتمل بالخصوص على بناء ورشات للفنانين وقاعة عروض متعددة الاختصاصات داعيا الى تحيين الدراسة الخاصة به وتقسيمه الى اجزاء قابلة للتنفيذ بشكل مرحلي بما يعزز حظوظ تبنيه وانجازه سيما وان الارض التي ينتظر ان يقوم عليها المشروع وفرتها بلدية المكان حسب ما اكده كاتب عام المهرجان.