صفاقس (وات)- مثلت السهرة التي أحياها ليلة الأربعاء الفنان محمد بحر ضمن الدورة الجديدة، عودة من الباب الكبير للأغنية الملتزمة او البديلة للحفلات العامة بعد تعتيم ورفض لهذه النوعية من الأغاني الناطقة باسم شواغل واهتمامات الناس. ومحمد بحر العائد الى تونس بعد سنوات طويلة من الغياب قضاها رغما عنه في فرنسا، يعدمن فئة الفنانين الذين دفعوا ثمن التزامهم بتقديم أغنية اعتبرها العهد السابق "سياسية معادية للنظام" فمنع ألبوماته وإقامته للحفلات إلى جانب تعرضه لعديد المضايقات التي دفعته إلى مغادرة البلاد نحو فرنسا للتحصيل العلمي في مجال الموسيقى. وقد بدا هذا الفنان في حفل الاربعاء سعيدا بهذه العودة لمعانقة الجمهور الذي حضر بإعداد قليلة ولكنه تفاعل بشكل كبير وعلى امتداد ساعتين مع أغاني بحر القديمة والجديدة التي عزفها بعوده ومن بينها "ديقاج عادت لنا قرطاج" التي ولدت من رحم الثورة التونسية فغناها معه الكثيرون منذ 14 جانفي إلى جانب "بوزيد قالت لا لا و البلاد حالة بحالة و"غير زغردي يا تالة و خلي الصحافة تشوف يا نعيشوا رجالة يا نموتوا بالمعروف". كما أدى عددا من أغانيه القديمة مثل "يا بلادنا يا مفتحة على بكري وبكري موش بعيد"و"أرى النخل يمشي على الشوارع رغم الليل ورغم المواجع". وقدم محمد بحر خلال سهرته تحية إلى الشعب السوري من خلال أغنية "يا روحي تحب الشام" التي لحنها مؤخرا كما غنى للشعب المصري ولثورته أجمل الحان الفنان الشيخ إمام "مصر يا أما يا بهية يا أم طرحة وجلابية". ويذكر أن الفنان محمد بحر من مواليد سنة 1957 بمدينة قصور الساف (الساحل التونسي) بدأ مشواره الفني في أواسط السبعينات مع فرقة امازيغن الملتزمة (وتعني الرجال الأحرار). قدم عروضا في رحاب الجامعة وفي الأواسط النقابية وغنى لمظفر النواب وآدم فتحي وطاهر الهمامي.