توزر (وات، تحرير صالحة محجوبي) - خلال شهر رمضان المعظم تستعيد أسواق ولاية توزر العديد من الأنشطة التجارية التي اقترنت على مدى العقود الماضية بهذا الشهر الفضيل دون أشهر السنة الأخرى ومنها بيع "الملسوقة" والخبز التقليدي والتمور المخزنة بالطرق التقليدية والحلويات التقليدية. وعلى عكس باقي أشهر السنة يصبح السوق المركزية بتوزر في هذا الشهر الكريم أهم فضاء تجاري بالمدينة يقصده الجميع للتزود بحاجيات شهر رمضان وخاصة الخضر والغلال والمواد الغذائية واللحوم والأسماك. إلا أن عرض التمور بأنواعها المختلفة يبقى الميزة الأبرز للنشاط التجاري في هذه السوق ومحيطها على مدار يوم رمضان بالنظر إلى كثرة الطلب عليها، وقد تم هذه السنة توفير كميات هامة من دقلة نور المخزنة بوحدات التبريد بالجهة فيما غابت على خلاف السنوات الماضية تمور"الرطب". "سوق الحشيش" الواقعة قرب السوق المركزية هي سوق تقليدية اختصت منذ مئات السنين بعرض منتوجات الواحة على اختلاف أنواعها ومثلت على مدى عقود من الزمن ما يشبه بورصة لبيع وشراء التمور والغلال الطازجة والخضروات وأعلاف الحيوانات وتشهد ذروة نشاطها عادة في المساء عند عودة الفلاحين من الواحات. هذه السوق فقدت خلال السنوات الأخيرة البعض من رونقها وكذلك تجارها وزوارها حيث تعود أهالي الجريد اقتناء الرطب وغلال الواحة من هذه السوق التي تعدت شهرتها الى المناطق والولايات المجاورة. ويؤكد العم سليمان خنوش وهو بائع تمور أن العرض يقتصر في هذه الفترة على التمور المخزنة على أن يتم بداية من النصف الثاني من رمضان توفير"الرطب" وهي أنواع من التمور ذات مذاق مختلف وأسعار منخفضة اعتبارا لكون عملية نضجها تسبق عادة نضج تمور دقلة نور. وأشار إلى أن نسق الإقبال على اقتناء التمور طيب نظرا لتخلي أهالي الجهة عن عاداتهم في تخزين التمور بالطرق التقليدية وخصوصا "البطاين" التي كانت تستعمل لحفظ وتخزين التمور على مدار السنة مضيفا ان الكميات المتوفرة الآن في السوق تفي بحاجيات المستهلكين حتى نهاية الشهر. وتوفر هذه الأنشطة التجارية التي تزدهر في شهر رمضان موارد رزق لعدد كبير من الأسر، كما انها تساهم في تزويد أسواق الجهة بجملة من المواد الاستهلاكية والأساسية. من جهة أخرى سيغيب هذه السنة المعرض التجاري الذي دأب الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بتوزر على تنظيمه خلال شهر رمضان منذ أكثر من 18 سنة، هذا الإجراء وان تأسف له البعض فانه سيدعم حتما أنشطة تجارية أخرى بأسواق الجهة وخاصة بيع الملابس الجاهزة والأحذية ومستلزمات العيد.