أريانة (وات)- طرح منتدى الفكر التونسي باريانة إشكالية النضال النقابي والعمل السياسي في فترة ما قبل الاستقلال من خلال استعراض شخصية المناضل الوطني والنقابي الراحل فرحات حشاد ضمن سهرة رمضانية انتظمت الأربعاء بالمكتبة المعلوماتية بالجهة. وقدم عبد السلام بن حميدة أستاذ التاريخ المعاصر بالجامعة التونسية ملامح هذه الشخصية التي طبعت النضال الوطني في مواجهة القوى الاستعمارية وتأثيرها المباشر على الطبقة الشغيلة منذ تأسيس الاتحاد التونسي للشغل سنة 1946. وقال المحاضر ان فرحات حشاد الذي عايش منذ نعومة أظفاره هموم شعبه وتطلعه للحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية يعد رمزا للنضال التلقائي من اجل تحقيق المطالب العمالية بعيدا عن الحسابات الضيقة للأحزاب السياسية. وأضاف أن حشاد تمرس في العمل النقابي وتشبع بمبادئ الحركات النقابية في العالم ذات الأبعاد الإنسانية ولم يدخر جهدا لإقناع الفئات الاجتماعية بمختلف توجهاتها بأهمية التحرر من الاستعمار الفرنسي وإرساء مقومات اقتصاد عادل ومتماسك مشيرا إلى إيمانه بضرورة دعم الجبهة الوطنية الداخلية وتمتين العلاقة مع مختلف القوى والتيارات الاجتماعية والسياسية في مواجهة الظاهرة الاستعمارية فضلا عن دعمه للعمل النقابي المغاربي في إطار هيكل موحد يعمل على تحقيق تطلعات الشعوب المغاربية في التحرر. واعتبر المحاضر ان فرحات حشاد الذي اقترب من شعبه بأفكاره ومواقفه الرافضة للهيمنة الاستعمارية وقال "احبك يا شعب" سيظل في ذاكرة التونسيين رمزا للصمود والتضحية ونكران الذات وشهيد الحركة التحررية بعد أن اغتالته اليد الحمراء الاستعمارية في 5 ديسمبر 1952.