تونس (وات)- دعت الصحفية نزيهة رجيبة المعروفة بكنية "أم زياد" إلى الاستفادة من الصحافيين المستقلين وفتح المجال أمام جميع الكفاءات في القطاع الإعلامي، مطالبة بتكوين لجنة خاصة للنظر في "الفساد المالي والإداري في قطاع الإعلام " والى التصدي إلى الثورة المضادة التي يعرفها الإعلام ومنبهة إلى خطورة اختراق رؤوس الأموال للقطاع وتدخلها في العمل الصحفي. وتطرقت خلال سهرة رمضانية انتظمت مساء الخميس بمقر الهيئة الوطنية المستقلة لإصلاح الإعلام والاتصال حول "الإعلام التونسي : التركة الواقع والآفاق" إلى ما تشهده الساحة الإعلامية اليوم من "تسونامي للحرية" رغم أن عدة "وجوه قديمة "خدمت النظام السابق مازالت محافظة على مواقعها مستبعدة حصول "ردة" في مجال حرية الصحافة التي تبقى في حاجة إلى التنظيم وإصلاح. والصحفية نزيهة رجيبة المعروفة بكنية "أم زياد" هي مثلما قدمها رئيس الهيئة كمال العبيدي أول من ألقى بظلال من الشك على قدرة الرئيس السابق على قيادة تونس وتنفيذ وعوده. وبالنسبة لها فإن التركة الإعلامية للعهد السابق، تركة ثقيلة لابد من "تصفيتها" حتى يمكن الانطلاق في بناء المستقبل. وذكرت بواقع الإعلام التونسي في أواخر الثمانينات إبان تولي بن علي السلطة مشيرة إلى أن الساحة الإعلامية كانت تبشر آنذاك بكل خير في ظل وجود أقلام متنوعة قبل أن يتدهور الوضع ويؤول المشهد إلى ما آل إليه، مشيرة في تحليلها لملامح الساحة الإعلامية في عهد بن علي إلى ان المشهد الإعلامي كان ينقسم إلى إعلام "مباح" وإعلام "متحمل" وآخر ممنوع وملاحق . وتركزت مداخلات الصحافيين على ضرورة إعداد قائمة سوداء بأسماء الصحفيين المتورطين في الفساد وفي "قنص" الحريات ووضع حد لتهميش الصحفيين العاملين في وسائل الإعلام الخاصة واستغلالهم ماديا. وأكد المتدخلون على رص الصفوف من اجل الدفاع عن مصالحهم والارتقاء بالمهنة وتجاوز العداوة التي غذاها النظام السابق بينهم بهدف تشتيت شملهم. وتندرج السهرة حسب ما بينه رئيس الهيئة كمال لعبيدي في إطار سلسلة من السهرات واللقاءات المفتوحة التي ستخصص للصحافيين التونسيين الراغبين في إبداء رأيهم في ما علق بالصحافة التونسية في العهد البائد من أمراض وفساد والبحث عن أنجع السبل للنهوض بالإعلام التونسي وحماية كرامة الصحفي وحقه في العمل بحرية.