دعت الهيئة الوطنية المستقلة لإصلاح الإعلام والاتصال جميع الصحفيين إلى الالتفاف حول الهيئة، وطلبت منهم تقديم المقترحات والتصورات التي تساعد على تطوير الإعلام والارتقاء بالمؤسسات الإعلامية، وأشار أعضاؤها في لقاء صحفي عقدوه أمس بالعاصمة إلى أن الإعلام التونسي لن يتغير إلا بتضامن الصحفيين مع بعضهم البعض، وبوقوفهم صفا واحدا في وجه كل من يعيقون بوادر الإصلاح من أزلام النظام السابق ومن الذين كانوا في الأمس القريب يطبلون لبن علي لكنهم عادوا هذه الأيام إلى الساحة يلعلعون في غير حياء بأصوات ثورية. ورغم ارسال الهيئة للحكومة المؤقتة قائمة في أسماء شخصيات عرفت بنزاهتها واستقلاليتها، واقترحتها لكي تدير المؤسسات الإعلامية العمومية بدلا عن تلك المعروفة بولائها للنظام السابق فإن شيئا لم يتغير.. إذ تم الإبقاء على نفس الوجوه باستثناء التغيير الذي وقع على رأس المركز الإفريقي لتدريب الصحفيين والاتصاليين. إضافة إلى هذه المعضلة تحدث كمال العبيدي وراضية السعيدي وناجي البغوري ورضا الكافي عن إشكاليات أخرى لا تقل أهمية، تتمثل في غياب هيئات تحرير منتخبة.. وفي تقييم لوضع الإعلام بعد الثورة وهو الدور الذي أنيط بعهدة الهيئة الوطنية المستقلة لإصلاح الإعلام والاتصال وفقا للمرسوم عدد 10 المنظم لها، بين العبيدي رئيس الهيئة أنه تم الشروع في عملية التقييم منذ شهر أفريل الماضي ولكنها لم تنته بعد.. وقد انطلقت العملية بمتابعة المؤسسات الاعلامية العمومية وتحديدا وكالة تونس افريقيا للأنباء ومختلف الإذاعات الوطنية والجهوية في انتظار استكمال بقية المؤسسات.. وقال :"تبين من خلال هذه المتابعة وجود عراقيل تحول دون التقدم بوضع الإعلام نحو الأفضل.. ويعود ذلك لغياب هيئات تحرير منتخبة.. ومنع الصحفيين من المشاركة في تقييم العمل الصحفي وإبداء رأيهم فيه.. ويعد هذا الأمر عقبة كبيرة أمام الرغبة في النهوض بالإعلام وتحسين محتواه.. لأنه لا يمكن لأي مؤسسة اعلامية ان تكون ناجحة دون ان يتمتع فيها الصحفيون بتقييم عملهم.. كما يجب أن يكون هناك خطا فاصلا بين التحرير والادارة.. ونظرا لأهمية هيئة التحرير اتفقت الهيئة مع المركز الافريقي لتدريب الصحفيين على تنظيم دورة تدريبية حول هيئات التحرير في العالم وذلك بالتعاون مع الجمعية العالمية للصحف والاتحاد الدولي للصحفيين.. وبالنسبة للصحافة المكتوبة نظمت الهيئة لقاء مع مديري الصحف وتم خلاله التشديد على انتخاب هيئات تحرير وعلى تطبيق الاتفاقية المشتركة للصحافة المكتوبة حتى لا ينتدب الصحفيون خارج إطارها.. ولتطوير قطاع الصحافة المكتوبة ترى الهيئة ضرورة بعث هيكل ينظمها يظم مجلس صحافة فيه اعضاء من نقابات الصحفيين ومن نقابات أصحاب الصحف.. وقد شرعت في التشاور مع المعنيين بالأمر لتكوينه. وإجابة عن سؤال يتعلق بالإشهار السياسي قال العبيدي إن الهيئة بصدد اعداد مشروع قانون يحجر الاشهار السياسي على غرار ما هو معمول به في كل البلدان الديمقراطية..
مطالب التلفزات
ونظرت الهيئة المستقلة لإصلاح الإعلام والاتصال في ملفات الراغبين في بعث إذاعات وطنية وجهوية وأوصت بمنح التراخيص ل 12 إذاعة من بين 47 ملفا.. وهي لا ترى مبررا في تأجيل منح التراخيص لأصحابها، كما انتهت من النظر في مطالب التلفزات، وبلغ عددها 33 مطلبا.. وسيتم الإعلان عن النتائج خلال الأسبوع القادم..
ورشات
وقال كمال العبيدي إن الهيئة ستنظم ورشات عمل حول مناقشة القوانين الأساسية لكل من الإذاعة والتلفزة ووكالة الأنباء وذلك بمشاركة صحفيين من المؤسسات المعنية وبحضور عدد من المختصين في الإعلام والقانون.. وقال إن الهيئة تنشر أخبار انشطتها وبرامجها على موقعها على شبكة الانترنيت وهو الآتي: www.inric.t. وهي تعرض على هذا الموقع بعض مشاريع القوانين التي أعدتها اللجنة الفرعية للإعلام التابعة للهيئة العليا المستقلة لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي بالتعاون مع الهيئة الوطنية المستقلة لإصلاح الإعلام والاتصال والنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين. ويمكن للصحفيين النفاذ إلى هذه المشاريع وتقديم مقترحاتهم حولها.. وعن سؤال يتعلق بمتابعة واقع الصحافة الالكترونية أجاب العبيدي أن الهيئة نظمت لقاء بمدونين وصحفيين عاملين في الصحافة الالكترونية.. واعتبر أن تنظيم هذا القطاع ليس من أولويات الهيئة المؤقتة..