تونس (وات) -الاخلاق الحميدة والقيم الانسانية ومدى حضورها في الواقع الاجتماعي والمعيش اليومي ذلك ما اراد المسرحي منير العرقي طرحه باسلوب هزلي في مسرحية كتبها واخرجها بعنوان "خويا ليبر" جسدها على طريقة الممثل الواحد "وان مان شو" الممثل جمال المداني يوم الجمعة في اول عرض للعموم بدار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة بعد ان عرضها لاول مرة خلال الدورة المنقضية لمهرجان الحمامات الدولي . احداث 14 جانفي كانت المنطلق الزمني لهذا العمل الذي اعتمد على شخصية "نورا" سائق سيارة الاجرة "تاكسي" لينتقل بين وضعيات اجتماعية متباينة وينتقد الصراع النفسي الذي يعاني منه الانسان بين قوى الخير والشر، صراع عاشه "نورا" بعد عثوره على حقيبة نسيها حريف اجنبي بسيارته فيدفعه الفضول ليعرف ما بداخلها، تلك الحقيبة كانت هي الحلقة التي دارت حولها احداث المسرحية لاحتوائها على مبلغ كبير من الدولارات. بين ما يمليه عليه ضميره واغراءات "الشيطان" دخل "نورا" في حالة هوس وتوتر نفسي دون ان يعلن قراره ، الاحداث تتطور وتنكشف شيئا فشيئا حقيقة هذه الاموال .. ووسط هذه الاحداث يتقمص جمال المداني عدة شخصيات ولكل منها رمزية في توظيفها لتبليغ رسالة للجمهور اساسها الدعوة للتشبث بالقيم الانسانية والمبادىء الاخلاقية في زمن طغت عليه لغة المادة والانتهازية وتدهورت فيه العلاقات العائلية والاجتماعية . كما جسد بطل المسرحية عدة مشاهد بحركات تعبيرية كانت في بعض الاحيان قريبة للحركات البهلوانية ورغم الاداء المتميز لهذا الممثل الا انه وفي اول تجربة له في "الوان مان شو" سقط في نوع من "التهريج" في بعض المواقف الى جانب وجود مشاهد طويلة في المسرحية كادت ان تكون مملة لولا جمالية العمل وطرافة تنفيذه . يبقى ان تناول مهنة سائق سيارة الاجرة كان تناولا ممتعا على خشبة المسرح لا سيما وان المخرج ومن خلال هذه المهنة قدم اطلالة واقعية على المجتمع باعتبار ان سيارة الاجرة في حد ذاتها تعد اطارا اجتماعيا لمختلف الفئات.