بنقردان (مدنين) ( مبعوث وات عبد الباسط الفريضي ) - رغم انحسار تدفق الحشود البشرية مقارنة بالايام الاولي من اندلاع الازمة في ليبيا حيث تشير تقديرات الجهات الرسمية الى ان ما تبقى من اللاجئين في المخيمات المتاخمة للمعبر الحدودي براس الجدير لا يتجاوز 4 الاف لاجئ الا ان المشهد العام في هذه المنطقة لم يتغير كثيرا. فقد حافظت الصورة على نفس الملامح اذ تنتصب خيام اللاجئين على طول الطريق الفاصلة بين بن قردان وراس الجدير. وخلف اسوار هذه المخيمات حركة لا تهدا لاناس تجندوا لخدمة اللاجئين متحدين قيظ الصحراء ووهج الحرارة. وحدات الجيش الوطني التونسي التزمت الاشراف على كافة مفاصل العملية تقريبا من حماية وحراسة وخدمات ورعاية صحية امام الغياب اللافت لمنظمات الاغاثة الدولية وفق ما صرح به العميد محمد السوسي لمندوب (وات). وافاد هذا المسؤول العسكري ان تدخلات المنظمات الدولية لم ترتق الى المستوى المطلوب بل ظلت في مجملها تدخلات يغلب عليها الطابع الدعائي. وذكر العميد ان الجيش الوطني بمساعدة الوزارات المتدخلة وضع خطة طوارئ واتخذ مجموعة من التدابير العملية لمواجهة كل المخاطر المحتملة وللتعامل مع كل الطورئ. وبخصوص الرعاية الصحية استقبل المستشفي الميداني للجيش الوطني الى حدود 23 اوت الحالي 577 مصابا استوجبت حالاتهم تدخلا طبيا عاجلا. وجعل الاطار الطبي العامل في هذا المستشفى من اولوياته انقاذ حياة المصابين وتوفير الاسعافات الاولية لهم في انتظار إحالتهم على الجهات الطبية المختصة كل حسب حالته. ورغم خطورة الاصابات التي توزعت بين 56 بالمائة اصابات في الاطراف و43 بالمائة في الصدر والبطن و1 بالمائة في الراس فان الاحصائيات تفيد ان كل هذه الحالات تجاوزت مرحلة الخطر ولم تسجل بالتالي اي وفاة من بينها. واضافة الى هذه التدخلات الطبية العاجلة يتولى المستشفى الميداني للجيش الوطني القيام بالمراقبة الصحية الدورية لفائدة اللاجئين ويعالج الامراض المزمنة التي تتطلب متابعة يومية داخل المخيمات. وقد كان الرهان الاكبر الذي عمل هذا المستشفى على كسبه هو تفادي وقوع اوبئة او انتشار امراض معدية خاصة في فترات الاكتظاظ القسوى. ومن ضمن الاحتياطات والاجراءت الوقائية التي تم اتخاذها في هذا الصدد اعادة تنظيم المخيمات بشكل كامل وذلك بفصل الجنسيات عن بعضها البعض واعادة هيكلة مسالك الصرف الصحي ومداواة كل فضاءات التخييم بشكل دوري، اضافة الى التخلص من كل ما من شانه ان يحدث حالات عدوى. كما تم اعتماد المراقبة الصحية للاغذية من قبل مختصين في المجال وهو ما افضى الى التفطن على سبيل المثال الى وجود 600 كلغ من لحوم الدجاج غير الصالحة للاستهلاك واكتشاف كميات كبيرة جدا من الحلويات منتهية الصلوحية. ويشار الى ان المستشفى العسكري التابع لوحدات الجيش الوطني ورغم النقص المسجل في اعداد الوافدين على حدودنا في هذه الفترة الا انه يظل على اهبة الاستعداد للتعامل مع كل المستجدات وخصوصا في صورة حدوث تطورات جديدة تقتضي استقبال اعداد جديدة سواء من اللاجئين او من الجرحى في المعارك الدائرة حاليا في ليبيا.