تونس 16 ديسمبر 2009 (وات) - في غمرة الاحتفال هذه الأيام بمائوية العلامة الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور والتي أذن بتنظيمها الرئيس زين العابدين بن علي صدر عن سلسلة كتاب /الحرية/ وهي سلسلة كتب ثقافية شهرية تصدرها جريدة / الحرية/ لسان التجمع الدستوري الديمقراطي كتاب بعنوان / الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور رجل الفكر والعمل والإصلاح/ من تأليف الأستاذ أبو زيان السعدي. هذا الكتاب الذي ورد في حوالي 150 صفحة من الحجم المتوسط يهتم بالعلامة الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور المولود في 16 أكتوبر 1909 بالمرسى والمتوفى في العشرين من أفريل 1970 باعتباره رمزا من رموز تاريخ تونس الحديث أسهم من موقعه الديني الإصلاحي والفكري العلمي والأدبي في التبصير بأسس النهضة ومقومات التطور حيث ناضل بالفكر والعمل من أجل استقلال تونس وتحررها ومن أجل توطيد أسس دولتها المستقلة كما ناضل من أجل أن يكون للغة العربية مكانتها المرموقة في البلاد ومن أجل عزة الإسلام وانتشار رسالته الخالدة. يشتمل الكتاب على/ تمهيد عام/ تعرض فيه المؤلف لطبيعة الظروف الموضوعية التي طرأت على البلاد التونسية بعد انتصاب الحماية الفرنسية سنة 1881 وسعيها لتغيير البنى الاجتماعية والفكرية والسياسية بما يتلاءم وأهدافها ثم نشؤ الحركة الإصلاحية التونسية وعلى ستة فصول تتحدث عن حياة الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور بما زخرت به من ألوان النشاط الثقافي والعلمي والاجتماعي والنقابي والسياسي وعن تراثه الفكري والعلمي والأدبي وملامح رسالته الدينية التنويرية التي التزمها بإخلاص. وهذه الفصول هي / مسيرة حياة/ و /نشاطه الثقافي والاجتماعي والسياسي/ و/نشاطه الاجتماعي والنقابي/ و/ نشاطه السياسي الوطني والقومي/ و/بحثا عن الذات وتجذيرا للثقافة/ و/ ملامح وأبعاد/. وخلص المؤلف إلى القول بأن الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور كان متعدد المواهب تعدد مسؤولياته العلمية والتربوية والاجتماعية والسياسية فهو المدرس الكفء في حلقات الدرس بجامع الزيتونة وبالمدرسة الصادقية وهو المحاضر الممتاز في الجمعية الخلدونية وفي غيرها من منابر الأدب والفكر والثقافة داخل تونس وخارجها وهو الخطيب البارع في المحافل الخاصة والعامة. وفي معرض الحديث عن آثار الشيخ محمد الفاضل قال المؤلف أن آثار الشيخ كثيرة توزعت بين محاضرات ألقاها بمناسبات معلومة في المؤتمرات التي يدعى إليها أو الكليات الجامعية أو من فوق منابر الجمعيات الثقافية أو مقالات وأبحاث كان ينشرها في عديد المجلات والصحف أو أحاديث كان يرسلها عبر الإذاعة التونسية ومؤلفاته المنشورة في حياته أو بعد وفاته هي /فلسطين الوطن القومي للعرب/ تونس 1948 و/ الحركة الأدبية والفكرية بتونس / طبعة أولى القاهرة 1965 وطبعة ثانية تونس 1972 و / وأركان النهضة الأدبية بتونس/ 1965 و / تراجم الاعلام/ 1970 و/ كتاب أفعل/ 1972 و/ المحاضرات المغربيات/ 1974 و/ ومضات فكر/ 1972 و/ محاضرات / 1999. ويتضمن الكتاب أيضا بعض الصور النادرة للشيخ محمد الفاضل مع الأمير محمد عبد الكريم الخطابي في القاهرة ومع شيخ الأزهر في القاهرة وخطيبا في عيد العروبة عام 1948 وعائدا من إحدى رحلاته العلمية وفي أيام الشباب مع والده الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور.